تلك الحادثة ذاع صيتها وانتشر خبرها بين الأهالي فكيف لهم ان يتجاهلوا حكاية كارمن التي اذهلتهم، فلقد ضربت ابن الكونت بحجر كي تقهر جبروته ثم في سقوطه رفعت رأسه كي لا يدنس بتراب الأرض...
وما جعل القصة مشوقة هو أن الرجل الذي سقط بين ذراعيها يكون خطيب اختها الذي سيقام زفافهما بعد بضع أسابيع.
بالطبع تلك الاخبار المشوقة وصل صداها لعائلة غارسيا الذين استقبلوا ابنتهم البطلة استقبالا حارا إذ ضرب والدها على باب غرفة امه يتوسلها أن تسلمه كارمن كي يعيد تأديبها...
"سلميها لي حالا يا أمي كي أربيها من جديد! تلك الملعونة لا ينفع معها الكلام! اخرجيها كي اطبق عليها اسلوبا جديدا فلقد امرت سائس الخيل ان يجلب لي كرباج عله ينفع معها!"
"ابتعد عن بابي حالا يا خوليان! توقف والا حرمتك من الميراث!"
"تحرميني انا افضل ابنائك واكثرهم وفاء، بسبب ذلك الجرذ الذي يختبأ خلف ظهرك كلما افتعل مصيبة!" لهث خوليان انفاسه بصعوبة بسبب تقدمه في العمر واعطى نفسه مهلة قبل ان يضرب بقوة على باب غرفة والدته مجددا "هل انت سعيدة الان! فرقتي بيني وبين امي! فقط قولي الم انبه عليك مرات كثيرة الا تقتربي من ابن الكونت! الان سمعتك هزت الارجاء بسبب ما حدث!"
"سحقا لك هل تفهمين، سحقا لك على افسادك فرحة اختك المسكينة!"
ركل خوليان الباب ونزل السلالم بوهن لغرفة المعيشة حيث ليلي تجلس بين والدتها وخالتها وعلى جانبها الآخر مربيتها العجوز "لم اعد قادرا على التحمل اكثر، تلك الملعونة ستفقدني صوابي قريبا، رباه! أين اخطأت معها، فقط لو اعلم أين اخطأت"
"خوليان كف عن اجهاد نفسك، ماريا اسكبي للسنيور ماء"
"بل املئي كوبي بالشراب، عسى ولعل أن انسى خيبة حياتي"
"حاضر سنيور"
تنهد خوليان وفرك جبينه من شدة الألم والخالة من عندها أذنت لنفسها بالحديث "فقط لو أعلم ما الذي جرى بين ابنتك ورامون حتى ينتهي الأمر هكذا، قالو ان رامون ضرب رافاييل ذاك... لابد أنها اغوته كما فعلت سابقا وأشعلت قلبه بالغيرة عليها"
لكن الخالة لم تكمل التلفظ بأفكارها فلقد قرصتها اختها كي تكف عن الحديث ومسحت على كتف ابنتها ليلي "بنيتي، لا تحزني سيتم زفافك رغم أنفِ الجميع وستذهبين لدار زوجك عزيزة"
اكتفت ليلي بهز رأسها وبقيت صامتة مما جعل القلق يراود اسرتها.
"يا حلوتي، لا تحزني إن هذا هو حال اختك المعهود فلا يلازمك الهم، دوما ما كانت هكذا مجرد غيورة تحقد عليك.. هل تذكرين عندما سرقت اقراطك التي اهديتها لك وخرجت تتباهى بها أمام الفتيات؟ ان هذا طبع اختك وذيل الكلب لا يعتدل أبدا"
دلكت ليلي جبينها بتعب مما يحدث حولها وطلبت الا يتحدث احدهم حول هذه الاشاعات مجددا لتقول الخالة "آه من تلك الملعونة، لها اخت تحبها ولا تريد احدا ان يجلب سيرتها بسوء وهي فقط لا تتوقف عن إيذاءها"
كل هذا سمعته ماريا واعتصرت بقبضتها على زجاجة الشراب، قضمت باطن شفتها دون توقف ومن شدة ضيقها هي استأذنتهم مدعية ذهابها للمطبخ لكنها غيرت طريقها ورفعت طرفي ثوبها تتسلق السلالم خلسة كي تمر على السنيورة كارمن.
سارت ماريا في الممر لكنها توقفت لما رأت باب غرفة الجدة مفتوح وصوت احاديثهما كان واضحا فاقتربت من الباب وتفضلت بالدخول.
"هل فعل رامون هذا؟ إنه حقا محتال، كيف له فعل هذا بكِ في حجرة بعيدة والأسواء ان خطيبته في الاسفل الى جوار والدته، لكن لما لم تخبريني من قبل؟ كيف تخفين حدثا مهما كهذا عني!"
لم تفهم ماريا شيئا مما يدور وبقيت صامتة الى جوار الباب تنتظر أن يأمرها احد فتنفذ طلبه.
"جدتي، لست فخورة ابدا بقول ان خطيب اختي حاول تقبيلي"
شهقت ماريا وعلى الفور وضعت يدها على فمها "أ.. أنا آسفة لم أقصد"
"لا بأس يا ماريا، لستِ بالغريبة.. تعالي واجلسي ما بالك تقفين عند الباب" سكبت كارمن لنفسها من عصير قُدم لجدتها هذا الصباح، ثم جلست إلى جوار الشرفة وتأملت حديقة دارهم ريثما بعض من النسيم مر مداعبا بشرتها.
"لكن الذي قاله ليس بهين، إن ادعاء الحب هذا كبير وليس في محله فكيف يفصح عن رغبته بالزواج منك في حين ان زواجه من اختك قريب" تعجبت الجدة واصابعها تشابكت فوق معدتها فهي كانت مستلقية في سريرها وصينية الغداء موضوعة على المائدة.
"ليس بهين على من لديه مبدأ، لكن رامون ذاك خسيس عديم المبدأ"
فكرت الجدة مع نفسها ثم قطبت حاجبيها عندما تذكرت أمرا وسألت "كارمن، بنيتي هل رامون هو نفسه ذلك الصبي الشقي ذو الحذاء الممزق؟"
"وهل يوجد غيره؟ انه هو بشحمه ولحمه"
"منذ اليوم الذي قال والدك فيه أن شابا يدعى رامون طلب يد اختك وانا مشوشة فقلت لربما يكون آخر لأن الذي أذكره هو صبي شقي كان يدق بابنا يسأل عنك عندما لا تنزلين للعب معهم ولم يسأل عن ليلي كما يزعم والدك"
تبسمت الجدة وعادت بذاكرتها ليوم زفاف كارمن حينما تلت العهود مع كارلوس أمام ضيوفها الذين بدا عليهم السرور، إلا فتى يافع كان جالسا إلى جوارها والعبوس بادي عليه، فسألته الجدة عن سبب ضيقه ليجيبها أن المرأة التي ترتدي الأبيض من المفترض أن تكون زوجته لا زوجة لذاك الرجل. حينها ضحكت الجدة كما لم تضحك من قبل وكم كانت مسرورة عندما علمت أن هناك من يحب كارمن غيرها.
"لم يخيل لي انك نسيتي ابن الكونت "ارتشفت كارمن من العصير وعادت بظهرها للأريكة ثم مدت ساقيها كأميرة رومانية ولم ينقصها سوى خادم يقدم لها العنب.
"لم اكن اعرف ان ذلك الفتى هو ابن الكونت، فكيف لصبي أشعث الشعر ذو قميص ممزق ان يكون ابن رجل بمقام الكونت... يا بنيتي"
"مم؟"
مدت الجدة يدها تضعها على كتف حفيدتها وقالت "عندما سيعرض عليك رامون مشاعره مجددا اقبلي به يا كارمن"
فقدت ماريا احساسها بمفاصلها من الصدمة وتبعثرت انفاسها فانتقلت ببصرها للسنيورة خشية ان تنصت إليها وتلبي طلبها. صعقت كارمن من قول جدتها وعلى الفور نهضت من مكانها.
"ما الذي تقولينه يا جدتي! كيف لك ان تفكري بهذا!"
"اخفضي صوتك فقد يسمعنا أحد، فكري بعقلك يا كارمن فأين ستجدين رجلا يلهث خلفك هكذا"
"جدتي توقفي عن التفوه بالهراء، ذاك الحقير إنما يلهث خلف نزواته الخسيسة!"
"كارمن استمعي لي ولا تستعجلي، أي أجل هو خطيب اختك لكن لا نفس له بها كالمجبر عليها، نحن لا نعلم بما يدر في قصر الكونت فلربما هو مجبر على اختك حقا"
"هو ليس بمجبر وليس بمظلوم، إن الظالم الحقيقي هو! يدنس اختي ثم يحوم حولي! آهه!" زمجرت كارمن بقهر فلو افصحت لجدتها عن سر اختها لما دافعت عن ذلك الوضيع.
"كارمن يا بنيتي، انت في الثلاثين من عمرك، رامون آتى بقدميه لكِ مرات عديدة فلا تضيعي الفرصة وعضي عليه بنواجدك لا بأصابعك!"
"في السابق وافقتك واطعتك في امر رافاييل رغم عدم اقتناعي به فقط بسبب خوفي من الموت وحيدة أما الآن انت تقولين لي ان آخذ زوج اختي! جدتي انت فقدت صوابك!"
وضعت كارمن كأسها جانبا ونهضت تهم بالرحيل لكن جدتها امسكتها من تنورة ثوبها تستحلفها ان تستمع إليها "بنيتي، صدقيني هو من سيأتي لك بقدميه"
سحبت كارمن طرف ثوبها واتجهت نحو الباب متجاهلة نداء جدتها "كارمن! يا كارمن! توقفي عندك واسمعيني! كارمن يا بنيتي اقبلي برامون! كارمن انها وصيتي لك!"
خرجت كارمن من غرفة جدتها ولحقت بها ماريا تود سؤاله لكنها توقفت حالما رأت ليلي جالسة على فراش السنيورة تعاين الوشاح. شعرت كارمن بأطرافها لم تعد قادرة على الحراك خشية أن تكون ليلي قد سمعت هراء الجدة..
"إن ما تصنعيه لجميل يا كارمن، إنه معقد حقا لكن عندما اشاهدك وانت تعملين يبدوا سهلا"
"ليلي... أنا ... " اعتصرت كارمن قبضتيها فلأول مرة هي غير قادرة على صنع جملة مفيدة..
"إن المنزل في حالة يرثى لها، الجميع يتحدث بعلو صوته حتى الجدة سمعتها وهي تصرخ"
"هل ... انظري انها مجرد امرأة عجوز مصابة بالخرف وهي تتفوه بالهراء كثيرا هذه الأيام لذا لا تبالي بها" جلست كارمن على طرف الفراش واخذت الوشاح من يد ليلي كي تعمل عليه "سأجعل منه تحفة فنية تفخرين بوضعه في زفافك" قالت في محاولة واهية لتغير مجرى الحديث "ولأجل مولودك سأخيط ثوبا جميلا"
"أتمنى ذلك" امتدت يد ليلي لخاصة كارمن وقالت "من فضلك يا كارمن لا اريد عيش مشاحنة أخرى في هذا المنزل... إني متعبة فاسمحي لي بالخروج من هنا بسلام"
"ليلي..."
"ولأجل هذا انتِ عليك التوقف عن زيارة جدتي وجعلها تظن ان لها رأيا في أمر زفافي، انت لم تسمعي ما تفوهت به من ألفاظ مخزية أمام الكونتيسة في زيارتها الأخيرة لنا... لقد دست وجوهنا في التراب"
"إنها مجرد امرأة كبيرة بالسن"
"وأنا لا احبها، انتِ أيضا يجب عليك ذلك. ألا ترين ما تفعله بنا؟ إنها تفرق بيننا دوما وانا حقا مغتاظة من ذلك! لم تحبني في يوم ولم تحترمني او تحترم والدي ودوما ما تلقبنا بألقاب مهينة"
حديث ليلي لم يتوقف هنا وقامت بذكر عيوب الجدة ولسانها السليط الذي جلب العار لهم، اخبرتها أن الجدة ستزعزع من كيانها امام عائلة الكونت النبيلة وطلبت من كارمن ألا تبالغ في حبها فهي عجوز بغيضة.
شعرت كارمن بالتشوش حينها فكيف لها ان تدير ظهرها لجدتها لكن الاحداث الاخيرة جعلتها تعيد حساباتها وكيف لا تفعل بعد ان عرضت عليها ليلي حبها وحب والدتها ان اخذت صفهما...
وهذا ما حدث في الأسبوع الذي انقضى، حاولت كارمن التقرب من والدتها على حساب جدتها وكم كانت راضية عندما مدحت والدتها مهارتها في التطريز أمام رفيقاتها.
هكذا شيئا فشيئا نسيت كارمن الجدة ونداءاتها، وان مرت عليها مرت على عجل، إذ لم تعد تجلس بكثرة معها والأحاديث قد قلت لدرجة أن يوما قد انقضى على الجدة دون ان تمر كارمن عليها وهذا بسبب نزولها للتسوق مع والدتها وبعض من الأقرباء كي يكملوا تحضيرات زفاف ليلي.
وفي إحدى الأيام، راقبت الجدة عودة كارمن من سوق البلدة وبجوارها كانت ليلي، تبسمت الجدة وانتقلت ببصرها لباب غرفتها تنتظر دخول كارمن عليها كي تريها مشترياتها وتحكي لها يومها لكنها لم تأتي.
ترقبت الجدة قدومها وعندما طال انتظارها، حاولت النهوض واستعانت بعكازها لتسير بضع خطوات نحو الباب ومع كل خطوة، نادت باسم كارمن إلا أن حفيدتها العزيزة كانت في الأسفل تنصت باهتمام لأختها ووالديها، الذين رسموا خططا حول الزفاف ورغم أن احدا لم يستمع لرأيها، إلا ان السرور كان باديا عليها فها هي تحتسي الشاي معهم مجددا كما لو انهم اسرة سعيدة.
وفي الليل بعد أن خلد الجميع للنوم مرت ماريا على الجدة كي تملئ لها إبريق الماء فأمسكت الجدة بمعصمها "ماريا، يا بنيتي نادي على كارمن كي تنام إلى جواري الليلة فإني افتقدها"
"حاضر سنيورة"
قصدت ماريا غرفة السنيورة كي توقظها "سنيورة، سنيورة كارمن افيقي" قامت بهزها من كتفها تجبر السنيورة على الاستيقاظ.
تذمرت كارمن من إلحاح ماريا واشتكت "ماريا؟ ما بك يا ماريا هل حدث شيء؟"
"لا يا سنيورة لكن الجدة تنادي عليك"
"جدتي؟ ماذا تريد في هذه الساعة؟"
"تريد منك النوم إلى جوارها هذه الليلة، تقولها انها افتقدتك"
"رباه! يا ماريا اذهبي ولا تزعجيني فاني متعبة"
"ماذا عن الجدة؟ ماذا اقول لها؟"
"اخبريها أني سأمر عليها غدا"
"حاضر سنيورة، نوما هنيئا إذا"
انحنت ماريا لسيدتها وتركتها تكمل نومها، ابلغت الجدة بما امرتها كارمن ان تقوله وما كان بوسع الجدة سوى أن تطلب من ماريا اشعال المدفأة والنوم الى جوارها بحكم انها تشعر بالوحدة وبالبرد....
لم ترحب ماريا بالفكرة لكن اصرار الجدة جعلها توافق فما كان منها سوى تنفيذ الأمر وإلقاء المزيد من الحطب في المدفأة
"هل هذا مناسب يا سنيورة؟"
"لا بأس به"
"حسنا إذا، سأنام على الأريكة"
"لا، تعالي ونامي الى جواري من فضلك"
كتمت ماريا ضيقها ونزعت مئزرها، تخلصت من جواربها القذرة وحلت ضفيرة شعرها ثم استلقت الى جوار الجدة تحاول النوم، تبسمت الجدة وهي تراقب ماريا قد لبت طلباتها جميعا وقالت "لك شعر مثل كارمن يا ماريا"
فتحت ماريا عينيها وانتقلت ببصرها للجدة التي كانت تتأملها فقالت ماريا بعد تفكير "شعر السنيورة اجمل بالتأكيد، إنه مجعد ولامع عكس شعري ذو العقد"
همهمت الجدة بالموافقة وربتت على يد ماريا "كم إن الوقت يمضي بسرعة، لقد كبرتي بلمح البصر يا ماريا، لازلت اذكركِ وانت ابنة الرابعة تتجولين في المنزل خلف والدتك كظلها... كما لو انك البارحة كنت تلعبين بدمى كارمن، هل تعلمين لقد كنت دوما ما انتقي لها الهدايا والملابس بعناية"
"اجل يا سنيورة"
عادت ماريا بذاكرتها للوقت الذي كانت فيه صبية، إذ بدأت مهنتها هذه في سن مبكر ولم تكن تملك من الدمى الكثير كي تلعب كباقي أقرانها لكنها تبسمت بخفة عندما تذكرت السنيورة كارمن والدمية الجميلة التي اهدتها لها.
هي خشيت قبول الدمية حينها لكن كارمن اصرت فلقد كانت في السادسة عشر حينها ولم تعد بحاجة للدمى...
"من بين جميع من خدم في هذا الدار يا ماريا انا افضلكِ فانت الوحيدة التي رأيتُ في عينيها بريق اخلاص لكارمن... من فضلك يا بنيتي، اعتني بها بعد ان اذهب ولا تديري ظهرك لها... أي نعم لها طباع صعبة إلا أنها تملك خصالا حسنة تشفع لها"
"يا سنيورة ما الذي تقوله حضرتك، لك كل العمر كي تعتني وتحبي حفيدتك فانت أولى بهذا، كيف لي ان اعتني بها وهي اكبر مني بعشر سنوات"
مسحت الجدة على شعر ماريا واكتفت برسم ابتسامة ثم قالت "كم انت طيبة اللسان، انا ممتنة لك يا بنيتي فبالرغم من انك لست مجبرة الا انك لم تكسري كلمتي وكنت خير مؤنس لي في وحدتي.... تفضلي هذا الخاتم يا ماريا، كنت أود اعطائه لكارمن الليلة لكنك من بقيت الى جواري"
سنيورة، من فضلك لا. إن هذا احب الحلي لقلبك واحفادك من يستحقونه"
"اخبريني، اين هم عندما اردتهم؟ لا تعانديني وخذيه، انه مني لك هدية فلا تفرطي فيه ولا تعطيه لأحد"
"كما تشائين سنيورة"
تأملت ماريا الخاتم ذو الزمردة المحاطة بحبات لؤلؤ وكم كان ذهبه ثقيلا، شكرت ماريا الجدة مرارا وتكرارا ووضعته في اصبعها امام ناظرها.
"انظري كيف يبدوا اجمل وهو في يد امرأة شابة، لقد بهت جماله ولم يكن له قيمة في يدي... آه... إني اشعر بقليل من التعب فهلا سمحتي لي بالنوم يا بنيتي؟"
"آه! بالطبع سنيورة.. عمتِ مساء"
همهمت الجدة وأغمضت عينيها كي تنام بينما كانت ماريا تتأمل للخاتم الجميل في اصبعها ولما اهلكها التعب هي الأخرى همت بالنوم لكنها عاودت فتح عينيها لما وجدت يد الجدة تمسك بيدها تضمها فهي كانت معتادة على الامساك بيد كارمن عندما تشاركها الفراش
عجزت ماريا عن النوم براحة وهي مستلقية على ظهرها فنزعت يدها من يد الجدة وانقلبت لجانبها الأيمن حينها فقط تمكنت من النوم دون ان تعلم بأمر العجوز التي تنهدت بعمق ثم سقطت يدها من على صدرها....


اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة