استغرقت ماريا في النوم تلك الليلة، فالفراش المريح والغرفة الدافئة صعنا لها احلاما وردية، لكنها في النهاية استيقظت في نفس الساعة التي تستيقظ فيها كل صباح. نهضت من السرير مستعجلة خشية أن تتأخر عن واجباتها وارتدت جواربها ثم وضعت مئزر عملها وبينما هي تضفر شعرها ألقت نظرة على الجدة...
تبسمت ماريا حالما تذكرت امر الخاتم وهمت بالرحيل لكنها توقفت عند باب الغرفة لما شعرت بشيء ليس في محله ألا وهو ان الجدة لا تقوم بالشخير كما تفعل كل ليلية.
"سنيورة؟" عادت ماريا ادراجها وباللحظة التي لمست فيها ذراع الجدة هي افلتتها على الفور وركضت بكامل سرعتها.
أي نعم عرقلها ثوبها مرات عدة، إذ دهست عليه عن طريق الخطأ لكنها في النهاية رفعته كاشفة عن ساقيها وولجت لغرفة كارمن تهزها بقوة "كارمن! كارمن! استيقظي يا كارمن!"
اهتز صوت ماريا وصرخت في ندائها لدرجة ان كارمن استيقظت من نومها فزعة، هي ارادت توبيخها لكن الدموع في عيني ماريا استوقفتها فسألتها هلعة "ماذا هناك! ما الذي حصل يا ماريا!"
جثت ماريا راكعة امام فراش كارمن غير قادرة على تكوين جملة مفيدة من هول الصدمة والدموع أغرقت عينيها.
"ماريا! تحدثي يا ماريا هل اصاب ليلي مكروه!"
هزت ماريا رأسها ونطقت وسط شهقاتها "انها جدتك..."
رف جفنا كارمن وطنين حاد صدع في أذنيها منعها عن سماع ما تلفظت به ماريا لاحقا، التفتت كارمن برأسها نحو الباب وابعدت كل ما عليها من اغطية لتسرع نحو جدتها. كلها أمل ان تراها جالسة على الفراش كعادتها تنتظرها كل صباح إلا أن هذا الصباح كان مختلفا...
وصل الخبر الحزين لمسامع أهل الدار، وكم كان السنيور خوليان حزينا على فراق والدته، فهو من المدة التي عاشتها لم يخيل له أبدا أنها قد ترحل، وهكذا شيعت الجنازة وأعلن آل غارسيا الحداد بارتدائهم اللون الأسود ولا شيء غير الأسود، مستعدين لمشاعر الحزن إلا أنه وبعد يوم بالضبط
عادت كارمن إلى دارها من بعد زيارتها لقبر جدتها برفقة ماريا التي حكت لها بالتفصيل ما حدث تلك الليلة ومن حق كارمن السؤال فلقد رأت خاتم جدتها في يد خادمتها.
"وفي الصباح عثرت عليها هكذا فأيقظتكِ على الفور يا سنيورة... إن الخاتم كان سيكون من نصيبك لذا فلتأخذيه"
همت ماريا بنزع الخاتم لكن كارمن اوقفتها وقالت "هل ستردين كلمة جدتي يا ماريا؟ طالما أنها من قالت فذلك فهو لكِ"
"لكن سنيورة، ماذا سأقول للسنيور خوليان وزوجته إذا علما بالأمر"
"إنها وصية جدتي يا ماريا ولا يسعهما فعل شيء آخ..." توقف لسان كارمن، حالما رأت عربة آل دي لا سييرفا تقف امام دارهم، وسائق العربة عند الخيول واقف في انتظارهم وحالما رأى السنيورة كارمن نزع قبعته يعزيها.
"شكرا لك سنيور، لكن اخبرني من آتى من عائلة الكونت؟"
"العائلة بأكملها في الداخل سنيورة"
"حسنا إذا"
استنكرت ماريا سؤال كارمن وتذكرت حديثها السابق مع جدتها لتدرك ما قصدته.
لحقت ماريا بكارمن كظلها وولجت معها للمنزل وحالما لمحت رامون مستندا بظهره ضد الحائط في الردهة قرب غرفة المعيشة الثانية هي امسكت بذراع كارمن على الفور.
رفع رامون عيناه وانتقل ببصره نحو كارمن والحزن بادي عليه فهو يعلم بولع كارمن الشديد بجدتها، لذا نزع قبعته على الفور وتقدم نحوها.
"أنا آسف حقا... إن خسارتكِ كبيرة وحزنك لشديد، فأنا لي علم بمدى حبكِ لها وبمدى حبها المتين لكِ فلقد كنتِ الاحب الى قلبها من بين جميع احفادها"
أومئت كارمن له، ممتنة له على الكلمة الطيبة لكن حقيقة أنها شاجرت جدتها بسببه جعلت من حقدها عليه يتفاقم. كادت ان تتحدث لكن صوت الكونت من غرفة المعيشة الرئيسية جذب اهتمامها فابتعدت عن رامون واقتربت من الباب تنصت لما يدور بين كبار العائلتين.
"سنيور غارسيا، نحن نقدر حزنك ونتأسف على خسارتك والدتك العزيزة ولو كنا نعلم الغيب لما اتفقنا على موعد الزفاف في هذا الوقت من السنة لكن على الأحياء أن يكملوا حياتهم"
"إن ما تطلبه مني صعب التحقيق يا حضرة الكونت كيف لي أن افرح بابنتي وقد تركت امي تحت التراب البارحة"
"وما تطلبه منا صعب التحقيق يا سنيور، كيف لنا أن نؤجل الزفاف للعام المقبل وكل اقربائنا قد شدوا رحالهم قبل شهر، جميعهم سيحضر هذا الأسبوع لأجل الزفاف من مختلف بقاع أوروبا فكيف عسانا نردهم خائبين!"
قالت الكونتيسة بوتيرة فيها من الغضب وفي نهاية حديثها ضربت على المائدة الموضوعة أمامها مما دفع السنيورة غارسيا للخوف منها، فكيف لهما ان يرفضا طلبا للكونت وهو من احيا امسية الخطوبة وبأمواله اشترا جميع التجهيزات "عزيزي، من فضلك لا تستعجل في القرار، اعرف ان خسارتك لكبيرة لكن عليك مراعاة مشاعر الكونت أيضا، فما ذنبهما وما ذنب ابنتنا الحبيبة؟"
"اجل سنيور غارسيا، انصت لكلام زوجتك ولا تكن لئيما وتفسد علينا ما خططنا له طويلا"
تنهد السنيور غارسيا وفرك جبينه بحيرة فكيف عساه يفكر وزوجته الماكثة الى جواره تلح عليه ألا يؤجل الزفاف "امنحني وقتا لأفكر فيه يا حضرة الكونت"
"سنيور غارسيا انا لم اتي هنا لأدعك تفكر انما اتيت هنا لأعلمك ان طلبك مرفوض، فانا لن ألغي أعمالي وأرد اقربائي خائبين بسبب وفاة امرأة موتها كان قريبا على أي حال"
اشتدت قبضتا كارمن ولهيب حارق لجم فؤادها الحزين، كادت ان تتقدم لكن رامون وماريا امسكا بها يمنعانها، حررت نفسها منهما وولجت لغرفة المعيشة بخطواتٍ باطشة.
"سنيور وسنيورة دي لا سييرفا، شرف لنا استضافتكما" قالت كارمن ووالدها على الفور ارتعب من حضورها فهذه الفتاة لا خوف لها "لكن سمعت حديثكما عن السنيورة كاترينا والتي تكون كبيرة هذه العائلة، كم هذا مشين تأخذون منا فتاة ولا تظهرون أي احترام لكبار هذه العائلة! أين هي اخلاقكم! إني حتى لا استبعد انكما ستستعبدان اختي لاحقا فلا احترام لكم لمن سيناسبكم"
احتقن وجه الكونتيسة والغضب اعترى الكونت فكيف لهذه المرأة أن تهينهما بهذه الطريقة "البارحة فلقت رأس ابننا بحجر واليوم تصرخين بنا؟ سنيور غارسيا افعل شيئا حالا" وجه الكونت حديثه لوالدها كي يضبط ابنته.
"كارمن! من خول لك الدخول ومقاطعة حديثنا!"
"حديث؟ والدي العزيز انا لست أرى أي حديث مدني مبني على الأخذ والعطاء! اسمعني أيها الكونت يا عمدة بلدتنا الموقر، لو كان لك ذرة حياء لما ولجت لدارنا في وقت حدادنا كي تقوم بقهر والدي واجباره على ما لا يرضاه!"
"كارمن!" هذه المرة زجرتها والدتها "إن والدك موافق وليس بمجبر!"
"وأنا لست موافقة! لن يقام زفاف أختي في اليوم الثالث من دفن جدتي! أي هراء هذا التي تتفوهون به! إن لم يكن لكم احترام لموتانا فكيف سيكون لكم احترام لنا نحن الذين فوق التراب!"
صياحها كان عاليا لدرجة أن الابناء الذين اجتمعوا في المعيشة الأخرى حضروا جميعا ليشاهدوا كارمن وهي تهين الكونت والكونتيسة.
فزعت ليلي من تصرف اختها الطائش أما رامون فلقد كان منبهرا وهو يرى النزاع قائما بين والده وكارمن، ليدرك حينها ان كارمن امرأة بلا خوف
فها هي تصيح وتوبخ الرجل الذي يرتعب منه فقط لأجل جدتها الراحلة ومن النظر لتقاسيم وجهها بدا عليها الإنهاك فلقد كانت شاحبة الوجه ترتدي الأسود...
"اختي توقفي حالا!" تدخلت ليلي وحالما رأتها كارمن تنفست الصعداء، فأخيرا شخص عاقل قد حضر وعلى الفور أخبرتها "هل علمتي بالذي يخططون لفعله؟! يريدون اقامة زفافك في اليوم الثالث من وفاة جدتنا! اخبريهم انك رافضة ليقتنعوا ان كرامة موتانا اهم من اموالهم"
"لي علم بهذا وأنا موافقة! والداي أيضا موافقان فمن انتِ حتى ترفضي زواجي!"
اهتز كيان كارمن ومفاهيما قد تخبطت لتقول بصدمة والحزن على جدتها بادي عليها "ماذا قلتي؟ .... ستتزوجين وجدتك البارحة تركناها تبيت تحت التراب؟"
"إن الجدة امرأة في التسعين من عمرها وموتها كان واردا في أي لحظة... الكونت قد بذل مجهودا كبيرا لأجل الزفاف وجميع اقاربهم سيصلون غدا، لذا نحن لن نلغي شيء، أي نعم نحن حزينون لكن علينا الوقوف بثبات رغم الألم فالحياة عليها المضي"
"يا ظالمة النفس تلقين علي محاضرة عن الصبر و هذا الرجل عندما توفيت امه اجبر البلدة بأكملها على الحداد طوال عام كامل(!)" صاحت كارمن بعلو صوتها حتى أحمر وجهها والغضب اعتراها لدرجة أنها كانت قادرة على كسر الأبريق الخزفي على رأس ليلي وأمام خطيبها.
"ما فرق جدة خطيبك الملعون عن جدتك انت هاه! اخبريني!" لكن حديث كارمن قوطع صياح ليلي بها.
"إياكِ وإهانة زوجي هل تفهمين!" رفعت يدها تهم بصفع اختها على حين غفلة منها دفاعا عن زوجها لكن زوجها ذاك على الفور امسك بمعصمها يمنعها من التطاول على اختها "بل إياك انتِ ورفع يدكِ عليها!"
اعتصرت ليلي قبضتها من شدة غيضها وصاحت بقهر مندفعة لأختها تودُ لو تشوه وجهها بأظافرها فوق رامون حائلا ونادى على خادمة كارمن "تعالي وخذي سنيورة كارمن على الفور!"
"أ...انا.." ارتبكت ماريا لكن رامون زجرها فما كان بوسع ماريا سوى التنفيذ وأخذ السنيورة كارمن بعيدا...
"سنيورة كارمن من فضلك لنذهب، كفى .. ارجوك توقفي فجدتك لن تكون مسرورة برؤيتك هكذا" ترجتها ماريا واخذتها لغرفتها بعيدا عنهم وآخر ما سمعته كارمن كان حديث ليلي وهي تقنعهم بأن اختها الكبيرة امرأة فقدت عقلها منذ اليوم الذي خسرت فيه زوجها...
اجلست ماريا سيدتها على فراشها وجثت على ركبتيها امامها، تقبل يديها تترجاها ألا تفقد اعصابها مجددا أمامهم "سنيورة استحلفك بكل ما هو عزيز عليك ان تكفي عن افعالك هذه، ارجوك تعقلي فانت تؤذين نفسك اكثر واكثر... ها هم الآن يقولون عنك مجنونة فهل انت راضية بهذا الكم من الاهانة!"
"الم تكن جدتك توصيكِ لك دوما ان تتحكمي بغضبك وتتجنبي المصائب! أبعد رحيلها تفعلين هذا! هل تظنينها الآن سعيدة وقد رفعت اختك يدها لصفعكِ أمام الضيوف هذه المرة! ألم تقولي قبل قليل ألا أكسر كلام الجدة؟! فلما تكسريه انت!"
"تحدثي!"
صاحت ماريا بوجه سيدتها ودموعها كالنهر الجاري لا تتوقف.
"ارجوكِ سنيورة" دست ماريا وجهها في حضن سيدتها "توقفي عن عصيانهم، انا لست... لست سعيدة على الاطلاق وانا اراك تعنفين هكذا يوميا" عانقت ساقي كارمن واستحلفتها بأعز ما تملك ان تتوقف عن معاداة اسرتها...
أما كارمن كانت شاردة البال بأختها التي كادت تتجرأ عليها وحزن فوق حزن اعتراها، فها هي ليلي قد مدت يدها بعد أن فدتها كارمن بحياتها وتبعتها كالظل، تطيعها في كل رغباتها، لدرجة أنه لو امرتها ليلي بالموت لماتت لأجلها...
في ذلك اليوم لم يصعد السنيور غارسيا لعقاب ابنته انما حبس نفسه في مكتبه وافرط في الشرب حتى فقد احساسه بالواقع، فبات يهلوس ويهذي باسم والدته التي تركته فجأة دون سابق انذار..
عاد بذكرياته للوقت التي كانت امه فيه امرأة قوية ذات جبروت تخيف كل من يتجرأ على ابنائها ويا للعجب كارمن التي وقفت اليوم بوجه الكونت توبخه ذكرته بوالدته العزيزة..
وهذا الشبه بينهما اصابه بالذعر فمنذ اليوم الأول، عندما عادت طفلته كارمن للبيت وفي يدها حزمة من شعر صبي من صبية البلدة، تزعم أنه آذاها علم حينها أنه سيواجه كاترينا جديدة.
فخوليان لم يرد ان تتطبع ابنتاه بطباع والدته الصعبة وحالما رأى أن كارمن تتخذ نهج جدتها هو فصلها عن ليلي على الفور خشية ان تتدنس الأخرى.
لم يكن خوليان بالابن العاق الحاقد على والدته فلقد اعتنى بأمه حينما تخلى عنها جميع اخوته لكنه لم يرد رؤية نسخة جديدة من امه ومع الأسف كارمن كانت خليفتها...
والسبب في كره خوليان طباع والدته هي انها كانت بارعة في صنع العداوات للدرجة التي جعلت زوجها يفضل الموت على العيش معها وشيئا فشيئا مع تقدمها في السن، تخلى عنها جميع ابنائها لينتهي بها الأمر وحيدة في غرفة صغيرة، لا يمر عليها احد وإن مروا عليها مرو لأجل توبيخها بسبب كلمات جارحة اسمعتها لأبنائهم.
"رباه! أين اخطأت... أين اخطأت بتربية تلك الفتاة"
تلك كانت مصائب دار آل غارسيا أما عن عائلة العريس فلقد كان الزوجان دي لا سييرفا غاضبين من جرأة لسان تلك الأرملة ومن شدة غيض الكونت هو سأل خادمه عن مكان ابنه فأخبره أن السنيور أخذ سيفه ونزل للتدريب في مكانه المعتاد.
"هل تود أن استدعيه حضرة الكونت؟"
"لا، إني ذاهب إليه"
شق الكونت طريقه نحو المزرعة، حيث بساتينه التي يديرها ممتدة في الأفق ورائحة ثمارها الطازجة كانت شديدة على الأنف، وهناك عثر على ابنه تحت نجوم المساء، يبارز دمية خشبية وكلابه الأربعة يشاهدون باهتمام وكلما حلق السيف انتقلوا ببصرهم نحو مساره
لكن انتباه الأربعة انتقل نحو الكونت حالما اجتاز سور المزرعة وسار بحذائه فوق الطريق المشبع بالأتربة والحصى "من يراك يظنك فارسا ملكيا له وظيفة سامية الهدف لا ابنا طائشا عديم الفائدة"
احكم رامون على اطباق فكه من حديث والده الساخر ولم يوقف ضرب الدمية الدوارة والتي كان لديها سيف حقيقي في جعبتها.
"آمل أنك ابصرت في هذا النهار حكمتي يا بني، من المفترض أن ينتابك الخزي كلما تذكرت المساء الذي دخلت به مكتبي وترجيتني أن اطلب لك يد تلك الأرملة من أبيها" جمع يداه خلف ظهره واكمل قائلا "إن لك ذوقا معطوبا بالنساء، هل كنت حقا ترغب بإعطاء اسم عائلتنا النبيل لتلك الأرملة التي تفتقر اساسيات الأخلاق؟ لتعلم يا رامون انك على الطريق الخطأ وأن الصواب يكمن في اتخاذ الطريق الذي اخترته لك"
"لقد رأيتك وانت عند مدخل غرفة المعيشة واقف بعجز أمامها لكن دعني اخبرك بشيء، اني حقا فخور بالمرأة التي اخترتها لك فلقد فعل اخيرا احدهم الصواب وقام بتهذيب تلك الأرملة... رغم أنها كانت تستحق المزيد، لو كانت عصاتي معي لأعدت تقويمها كما قيمت ابنائي جميعا"
"ولو كان سيفي معي حينها لقطعت يد تلك المرأة ولفلقت عصاتك لنصفين" انزل رامون سيفه بعد أن ثقب كيس الرمل المعلق على صدر الدمية الخشبية والتفت لوالده فتمكن الكونت من رؤية عيني ابنه الحاقدة عليه.
"كم هذا سيء، تختار تلك الأرملة على زوجتك ووالدك؟ أقر بأنها لا تبادلك المشاعر فلو سألتها لاختارت والديها واختها التي همت بصفعها عليك انت... ان هذا يفطر قلبي كثيرا.... حقيقة أن ابني البكر الذي تعبت في تربيته مجرد نكرة، لكن لا تبتأس فهذه حقيقتك منذ أن كنت صغيرا"
"لا تعطي تلك المرأة مكانة سخيفة لن تصل إليها، أعدك بأنها لن تكون زوجة لي أبدا وأما عن حبيبة القلب، فعليك الاعتراف ان والدها احسن تربيتها اكثر مما فعلت معنا، فعلى الأقل هو لديه ابنة ستختاره دوما رغم دناءته مع ابنائه" زلق رامون سيفه في غمده "وبشأن خيبتك أملك، فسامحني لكوني غلطة حياتك والآن هل تأذن لي بالمغادرة؟"
أومئ الكونت آذنا لابنه بالمغادرة وعندما مر من جانبه هو امسك بمرفقه وقد تأكد من غرز اصابعه كي لا تنتابه الشجاعة ويتذكر دوما من هو أعلى منه شأنا ومقاما
"لست حزينا فأنا لا اهتم ان كنت تكرهني لكن وعدك السخيف ذاك، إياك وتنفيذه يا رامون وإلا صدقني سأستعمل تلك العصى عليك مجددا"


اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة