illynaz illynaz
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة

القرية خلف سكة الحديد الفصل الحادي عشر

 


مع اقتراب المساء طوت بيرل الثياب التي جفت بسرعة تحت أشعة الشمس الحارقة ولما فرغت وضعتهم في السلة وأعادتهم لأماكنهم حيث ثياب كل شخص في خزانته. خطاها كانت هادئة وشبه بطيئة فالعشاء الذي تناولته جعل رغبتها في النوم تمسي حاجة ملحة. نظرت إلى آخر مجموعة ثياب متبقية والتي كانت تخص أخاها دوريان.

دقت باب غرفته ولما لم تسمع منه ردا سمحت لنفسها بالدخول لتجد هايدن ممداً فوق فراشه يغط في نوم عميق، دحرجت عينيها بتذمر فهي لن تأخذ راحتها في الحركة هكذا وعلى مهل فتحت خزانته كي تضع الثياب فيها ولما همت بالمغادرة لاحظت المذكرات موضوعة جانب رأسه فالتقطتها بيرل وأعادته لمكانها ثم غادرت الغرفة موصده الباب خلفها.

فتح هايدن عينيه حينها وتذمر من تصرفها فلقد كان على وشك كشفها إلا أنها تصرفت بعفوية كما لو أنها بريئة فلو كانت مذنبة لأبدت بعض الاهتمام بالمذكرات فلا كتاب يتم العبث فيه سواه.

 لربما كانت محقة ففي النهاية هي لا تجيد القراءة والكتابة فما عساها فاعلة بالمذكرات والمصيبة أنها باللغة الألمانية أي أنها لن تفقه شيئا وهو موقن أن لا أحد في القرية يجيد الألمانية لذا من عساه يمزق تلك الصفحة؟

ألقى هايدن بذراعيه خلف رأسه يفكر لكن نعسهُ غلبه بحق وغط في نوم إلا أن نومه لم يكن بالعمق الكافي فلقد أفاق ونور القمر يضرب عينيه، هم بأغلاق الستائر ولما نهض من سريره سمع وقع صرير الخشب. في البداية تجاهله لكنه استمر بالظهور يسبق خطواته والمصيبة أن الصرير يأتي من خلفه كما لو أنه يوجد أحد خلفه لذا استدار على الفور وصعق من ظل القدمين الممتد من أسفل الباب.

هناك من يراقبني عبر قفل الباب! هذا ما فكر به هايدن قبل أن يقرر التقدم نحو الباب ولما اتخذ أول خطوة له ذلك الذي يختلس النظر فر هاربا ولما فتح هايدن الباب وجد الممر خاليا وخصلة شقراء في الأرض مستقرة.

"سحقا، لابد أنها مزحة سخيفة منها"

ضرب هايدن على باب غرفة بيرل وهي فتحته مجبرة فلن يتوقف أبدا عن الطرق "ما الذي دهاك! ستوقظ الجميع هكذا!" بهمس هي وبخته.

"اسمعي يا فتاة لقد سئمت ألاعيبك السخيفة، تجاهلت عبثكِ بأغراضي لكن مراقبتي كالمختلين عبر قفل الباب! هذا أمر لا يحتمل البتة"

"أنا لا أفهم حرفا مما تقول، لما عساي أراقبك عبر قفل الباب!"

"هذا السؤال جوابه عندك! ما الذي فعلته لكِ أخبريني، لا تطيقين النظر لوجهي ولا الحديث معي حسنا هذا فهمناه ليس وكأني مستميت للحديث معك لكن أن تعبثي بأغراضي وتراقبيني في نومي! هذا ليس مقبولا أبداً"

"ما دليلك على اتهاماتك الباطلة هذه؟!"

"دليلي هي الصفحة التي تخفيها عندك! أعيدي لي صفحة كتابي الذي مزقته!"

دفعها وولج لغرفتها يبحث عن حاجياته، تحت السرير بحث وفي الوسادة بحث وبيرل كانت تضربه على ظهره كي يخرج من غرفتها لكن العنف لم ينفع مع هايدن فلقد قلب غرفتها رأسا على عقب وكل أرففها بعثرها بحثا عن الصورة والصفحة.

"أخرج من غرفتي حالا! أخرج قبل أن أنادي والدتي!"

"لابد أنك تخفيها في ثيابك إذا!"

صفعته بيرل قبل أن يتجرأ ويلمسها وبشق الأنفس طردته وأوصدت بابها بالمفتاح فلا يصل إليها، استندت ضد الباب تجمع أنفاسها لكن ركلته على الباب أرعبتها للدرجة التي عجزت فيها عن النوم فهذا الرجل منذ لقائهما وهو لا يسبب لها سوى الخوف. لم تعد تعلم كيف تعتبره أخاها بعد الآن...

شتمها هايدن تحت أنفاسه وعاد أدرجه لغرفته لكن هذه المرة ملئ القفل بقصاصة ورق وغط بعدها في النوم لكنه وفي الصباح الباكر صعق من وجود ثقب في باب غرفته حفر قريبا من القفل والذي يختلس النظر عبره بإمكانه رؤية سريره.

"سحقا لكم سحقا!"

شتم هايدن هذه القرية وقام بتغير مكان سريره للجهة الأخرى كي لا يراقبه أحد ونزل السلالم ليجد مدام ميلينا وبيرل تقومان بالتطريز في غرفة الجلوس. هو ولج بحثا عن ماء يرتوي به من المطبخ ومدام ميلينا لاحظت وجوده "دوريان بني، صباح الخير"

أومئ هايدن ولمح بيرل بزاوية عينه تتجاهل النظر إليه فرد بلا نفس "صباح الخير"

"عزيزي طعام الإفطار تجده في المطبخ"

"حسنا" اكتفى بقول ذلك وترك الجدة في حيرة من أمرها.

"ما بال حفيدي؟ بيرل هل حدث شيء؟"

"أمي إنه على نفس الحال العفنة منذ دخوله لذا لا فرق بالنسبة لي" قالت بضيق من وجوده في الأسرة وعند قدمها كانت الهريرات تلعب بكرات الصوف.

"بيرل لما تتحدثين بهذه الطريقة، إنه بمثابة أخٍ لكِ لذا عليك مساعدته في تقبل الحياة هنا والاعتياد على القرية... ألم تكوني ترغبين بالحصول على أخٍ دوما؟"

"إنه أسوء أخٍ من الممكن أن أحصل عليه"

هذا الحديث الذي دار بينهما وصل لمسامع هايدن الذي كان يتناول طعام الإفطار وكاد أن يكمل الاستماع لولا حضور مدام جوان الصاخب.

"أين ذلك الذي لا نفعَ منه، حتى الثور يستيقظُ من الصّباح الباكر!" تنهد هايدن فلقد تعكرَ صباحهُ في هذه اللحظة تماماً.

"ها أنت ذا! الناس حلبوا أبقارهم وأخذوا أغنامهم للرّعي وحضرتكَ فتحت عينيك للتو!" جمعت يديها جانبي خصرها وقدمها لا تتوقفُ عن الهزّ. وتنهّد هايدن بقلّة حيلة فهذه المدام مصرّة على هدم كل ذرة كرامة يملكها.

"لا يوجدُ بقرٌ لأحلبه ولا أغنامٌ آخذها لترعى"

"لكن لديك سورٌ لتصلحه، اذهب وأصلحهُ فلا أملكُ الوقت لهذه الأعمال"

ألقت الحبل فلم تصدق أنها عثرت عليه لتلقي مهامها المتعبة عليه، بقي هايدن حائراً والحبل في يده "لكن لا أعرف كيف أصلحه!"

"اقسم أنك عار"

"جوان!" وبختها مدام ميلينا وقالت "لا تحادثي حفيدي بهذه الطريقة"

"ماذا عساي أفعل إن كان حفيدك خائبا يا أمي!"

"إنه ليس خائبا، هو فقط لا خبرة له" طالت يدها كتف بيرل تربت عليها "لا عليك يا هايدن بيرل ستريك كيف تصلح السور"

"إن كانت فطينة هكذا فلتصلحه بنفسها"

"أجل يا أمي أنا قادرة على إصلاحه بنفسي دون الحاجة إليه"

"دوريان!" هكذا أجبرت مدام ميلينا الاثنان على تعمير السور المكسور...

'لو تأكلني إحدى تلك الوحوشِ المزعومة وأنجو' تمنى هايدن في نفسه ولحق بيرل إلى المخزن حيث يوجدُ من الخشبِ ما سينفع لتعمير السور، هي اختارت خشبا ممتازا وأخبرته أن يعينها على حمله وبعد أن رفعه كلاهما وبينما كانت تسير علق كم قميص هايدن بشظية ومزقت القماش، هو انسحب من المهمة خشية افساد ملابسه والخشب بثقله أهلك بيرل وكادت أن تسقط.

"ما الذي تفعله!"

"لقد تمزق كم قميصي!"

"أنا سأمزق وجهك صدقني!"

"بيرل!" وبختها الجدة ميلينا التي خرجت للشرفة كي تشاهدهما وهما يعملان ترفه عن ذاتها وكم شعرت بالحزن لما رأت حفيدها وابنتها الحبيبة في خلاف لا يجيدان التفاهم.

"ألم تري ما فعله!"

"يا بيرل بماذا تحدثنا قبل قليل"

زفرت بيرل بقهر فهي لا تجد من ينصرها على هذا الظالم وبنفسها حملت الخشب نحو السور، ابلغته هذه المرة أن يثبت الخشبة لها ريثما تعقدها بالحبل وهايدن فعل لكن ذهبي الذي وقف إلى جوارهما أخاف هادين لدرجة أن افلت الخشبة وافسدت العقدة خاصة بيرل.

"أنت اختبارٌ لصبري أليس كذلك؟ ابتعد سوف اصلحه بنفسي لا احتاج مساعدتك!"

طردته بيرل وبنفسها قامت بتعمير السور ريثما هايدن كان يجلس على الجانب السليم وبملل يشاهدها فهو ليس معجبا ولا متشوقا لهذه الأعمال الرديئة.

"بيرل يا ابنتي هل انتهيتِ! هيا فسنفوت طقوس تجهيز إنارا هكذا"

"انتهيت وها أنا قادمة!"

"دوريان، عزيزي هل ترغب بالمجيء معنا؟"

"هو مشغول لذا لن يأتي" اجابت بيرل من عندها وذهبت إلى والدتها ميلينا.

"إني قادم معكم"

هايدن كاميرون الذي يمقت قانون الزواجِ ويعتبرهُ تقاليدا بدائية سيشهدُ طقوسَ زفافٍ قروي لأناس لا علاقة لهم به في حين أنهُ فوت زفاف شقيقتهِ واختلقَ لنفسه حجة وهي أن مديرَ عملهِ لم يسمحْ له بالخروج.

أبقت الجدة ابنتها بيرل جانبها في طريقهم إلى منزلِ الحكيم وما كان لهايدن سوى أن يجاور مدام جوان التي تُدحرجُ عينيها كلّما رأته "لا أعرف لمَ أتيت، الكثير من المهام تنتظرنا وأنت تتجوّلُ معنا" تجاهلها هايدن ممَّ أغاضها لأنّها لم تنلْ عطفهُ ولم يقلقْ عليها كما تقلقُ عليها والدتها "آه، آه قلبي آه" توقفتْ فجأة تضع يدها موضعَ ألمها المزيّف تجذبُ اهتمام من حولها ثم استندت على هايدن.

سألتها ميلينا "جوان ما بكِ هل أنت بخير؟" فهي قلقة من نوبات الألم التي تراود ابنتها كل حين "لا عليك يا مدام ميلينا، مدام جوان تحتاجُ فقط أن تجعليها تسيرُ بجانبك"

"آه أمي، انظري لهذا المزعج، كل تعبي بسببه، منذ أن أتى إلينا ولا أعرف لمَ نوبات الألم تراودني" اعتدلت وسارت بجوار والدتها وإليوت لحق بها قلقًا على والدته..

"تقولين مصيبة حلت علينا وليست زيارة عائلية" استرقت بيرل النّظر لهايدن متقصدة إياه وعاودت النّظر أمامها تعدلُ قبعتها.

احتفظ هايدن بحق الصمت يتعمد استفزازها وبعد مدة استقروا عند منزلِ الحكيم حيثُ عائلات القرية الخمسة مجتمعين، كبارهم ونساؤهم سيشهدون طقوس تجهيز الشابّة إنارا للزواج، فلم يتبقَّ لها الكثير ويكون الخاتمُ مستقرًّا في أصبعها الليلة، في ليلة الإثنين التي تخصهم. دوى وقعُ تغريدةِ عصفورٍ أسود اللون لم يسمع بهِ أو يرهُ من قبل، داخل قفصٍ ذهبي معلّقٍ عند عتبة باب الحكيم، غرّد بوقعٍ متتالي وعندها فقط بدأت المراسم.

دنى هايدن برأسه قرب بيرل يسألها بصوت خافت "ما هذا العصفور؟"

"إنهُ يخصّ حضرته، يقال أنه عجيب"

جثت إنارا على ركبتيها وجمعت كفا يديها ببعضهما البعض، وضع الحكيم يدهُ على رأسها يباركُ لها في جمالها، في حسنِ خلقها وفي والديها اللذان يقفان خلفها فرحين بابنتهما ثم قال "يا سماء اسمعيني، أوصيك بهذهِ الشابة وزوجها، يا رياحُ اسمعيني، خُذيها إلى عريسها سالمة، يا غابة اسمعيني، احجبي وُحوشكِ عنها ويا أيّها الجبل اسمع، بهذه اليمنى المباركة أوصيك أن تُنزلَ غضبك على كل من أرادَ بها سوءاً"

تقدّم مساعدُ الحكيم ذو الحدبةِ وبين يديهُ أغصانٌ وزّعها حول إنارا في دائرة ثم أتت والدتها وألقت فوق الأغصان حبّات بازلاء ليُكمل الحكيم طقوسهُ، فالأهالي أمسكوا بأيدي بعضهم البعض محركين رؤوسهم وتغريدةُ العصفور استمرت دون توقّف كأنهّا تتعالى معهم.

ابتعد هايدن عن الحلقة ورأى يد بيرل تُمسك بالسّيدة جانبها مكملين الطقوس، تحركاتهم بدت كمن هو مغيب وحينها أدرك حجم البؤس الذي تعيشه هذه القرية. انتهت الطقوسُ، توقف العصفور والجميعُ انهال بالتهاني إلى إنارا وعائلتها. تجوّلت عينا هايدن عليهم من مكانهِ حتى لفتَ انتباههُ مساعدُ الحكيم يتقدم مع الحكيم نحوهم

"يا لهذا اليوم الجميل، عائلة باومن بأكملها هنا"، حيّاهم الحكيم وتبسّم إلى هايدن "كيف حالكَ أيّها الشابّ دوريان؟ سمعتُ أنك تساعدُ عائلتك في أعمالهم، أحسنت صنعاً يا بني. كن عونا لأسرتك ودوما كن رجلا صالحا فالصالح ذو نفع عكس الطالح والطالح لا يجلب لقريتنا سوى البؤس" ربت الحكيم على كتف هايدن.

"انظر يا سيدي بعد أن عالجته من مرضهِ كيف أصبحَ قوي البنية، طيّبَ الخلق، يعينُ عائلته" قال بينيت -مساعدُ الحكيمِ- فخوراً بعملِ سيده.

"حضرة السّيد، لا أدري كيف سهوتَ عن الأمر، لكن أليس اليوم هو يومُ طقوسِ زفافِ الآنسة؟" وجّه سؤاله إلى السّيد بينيت وعيناهُ تخترقه "لمَ عالقٌ في جزمتك زغبُ دجاجٍ فيه دم يابس؟" لقد أمسك بضالته فبجانب الريش كانت بقع دم قديمة تلطخ حذائه وأول ما ظنه هايدن هو أن لعبة الوحوش تلك مجرد خدعة.

"ماذا؟"

انتقلت أنظارُ الجميعِ إلى هايدن وما وجَّههُ من تهمةٍ إلى مساعدِ الحكيم فعكْس ما قالت ميلينا لم يُبْقوا الأمر سرًّا والجميع علم بالوحوشِ التي حطمت سورهم واقتاتت على دجاجاتهم، أصرَّ هايدن على موقفه وقال "لمَ الارتباكُ سيد بينيت وأنا فقط أسألكَ عن حالِ جزمتكَ القذرة، إنّها لا تناسبُ هذه المناسبة"

"دوريان توقَّ..." رفع بينيت يده يوقف ميلينا، فهذا الشاب الذي يشككُ في صدقهِ ونزاهتهِ ضايقه يتركب خطيئة ستدنس روحه "استمع إليّ أيها الشاب، نحنُ نعلمُ بأَلاَعيبكم يا أهل المدينة وكلامكم المدسوس، دعني أُخبرك أن ما تلمحُ إليه خطأ كبير وهذا الذنب سيضرك ويضر أسرتك"

"كيف لكَ أن تُشكّكَ بالسيدِ بينيت؟!"

"إن السّيد بينيت رجلٌ من رجالِ قريتنا لا يخرجُ منه سوء!"

"أين هو وأين تلك الوحوش الفاسدة؟! يا من أتيت لنا ونحن لا نعلمُ عنك سوى القصص!"

"كيف لك أن تقول ذلك! بعد أن عالجك ثمّ تفعلُ به هذا؟! هذا الرجلُ لا بدَ أن فيه علة!"

"أجل إنه ممسوس بالتأكيد فلا يتفوه بهذا الكلامِ عاقل!"

تلفّت هايدن يُحدّقُ بالأهالي الغاضبين حوله، يضيِّقون عليه الخناق فلم تستطع ميلينا الدفاعَ عنه فما قالهُ ليس بالهيّن، صاح بهم مايكل "أفسحوا الطريق، أفسحوا الطريق أيّها الأهالي ودعوني أمُرُّ!" وبِكلا قبضتيه أمسك حزامهُ وبطنهُ بارزٌ إلى الأمام، فشعرهُ المجعّد يصلُ إلى أسفل كتفيه وشعرُ ذقنهِ حديث الظّهور، ممّا أعطاهُ حالاً مزريًا لكنهُ لازال في أفضل حالته، ماهرٌ في تقصّي أوقات المصائب.

"كنت أعرفُ أنّ هذا الغريب سيَصدرُ منهُ فعلٌ يَفضحُ نواياه، إذًا أنت تتجرَّأ وتقول أن مساعد حكيمنا السّيد بينيت يسرقُ ويكذب؟"

"إن ال.."

رفع مايكل يده يرفضُ سماعَ هايدن فهو بالكاد يتنفسُ وسط الحشد "لن أدعك تفسدُ يومنا! حضرة الحكيم، هذا الغريب مشكوك في أمره، يُستحسنُ أن نحبسهُ الليلة قبل أن تقع مصيبة ويُفسد زواجُ إنارا أو الأسواء من ذلك قد نخسرُ ليلتنا الوحيدة" لم يُرد مايكل خسارة الليل، فليلة الإثنين هي الليلة الوحيدة التي يسمح لهم بالخروج فيها.

"أنا لم أكن أعني هذا وإذا أخذها على نفسه فأخبرني ما هذا الرّيشُ اليابس؟!" لم يبالِ بحجتهِ أحد إنما استمروا بالصّياح والاعتراض عليه خائفين على أبنائهم بالأخصّ إنارا وزفافها الذي سيُقام الليلة. فهم لديهم إيمان بأن الذنوب قادرة على جذب المصائب وافساد يومهم...

صمت الحكيم لمدة يُحدّقُ بهايدن ثم هزّ رأسه "إن التشكيك برجل طاهر كبينيت لذنب عظيم يا بني، مايكل خُذه إلى أن آتي وأرى ما يُمكنني مساعدته به"

صُدم هايدن كونهُ بدا كالمجنون أمامهم ولا أحد منهم يُصدّقُ قوله، حاول التحرر من التجمعِ وصاح بهم "أنتم فقدتم عقولكم!"

"يا حضرة الحكيم هذا الرجل المعتوه لا يقول الكلمات عند الدخول والخروج، ولا يرضى بقول ما نقوله فبالتأكيد سينزلُ السّوء عليه!" وَشَتْ بهِ جوان لتزيد الطّين بلة، هذا ما جعل أمر نقلهِ إلى الزنزانة شرطًا يتوجبُ فعلهُ لعلاجهِ فلا يؤذي القرية ويمسهم بسوء.

"خذه معك مايكل" أمر بينيت وابتسامة تشكلت من الأذن إلى الأذن على وجهِ مايكل "بالتأكيد، هيا يا رجال أعينوني عليه!" اجتمعَ الرجال وأمسكوا بهايدن وهم يَجرُّونهُ إلى الزنزانة الخشبيّة مجدّداً ولم يكن منهُ سوى المقاومة.

يبدوا أن الحظّ فقد سمعهُ وبصره عند عتبة هايدن فلا يقربهُ مقدار إنشٍ حتى. 





عن الكاتب

إليناز كاتبة سابقة في تطبيق الواتباد و لي من الاعمال الكثير اشهرها الجميلة و الوحش في الشقة المجاورة, القرية خلف سكة الحديد و روميو و الوحوش في السرداب كذلك قصص سابقة مثل الغراب و الرداء الاحمر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

illynaz