الأغاني المستعملة في الفصل،
الأولى للمغنية إيديث بياف وهي الحشد.
الثانية والاكثرها بروزا هي أيضا لإيديث بياف لا لن اندم ابدا.
وملاحظة كتبت فمواضع إيديث بيف لأني معرفت نطق اسمها بشكل صحيح بعدين عرفت XD
ممكن عادي ان ما تشغلون الاغنية :))
--------------------------
قبل أن يلفظ لسان فينيسا بعبارات الندم ارتطم بدنها المحلق بالمذياع، فدب صوت الموسيقى طاغيا على وقع اللكمات التي ذاقتها ثم حطم نيكولو برأسها المنضدة الزجاجية منهيا عذابها. أرجح نيكولو يديه يمرنهما ومشى من فوقها التي انزلق بدنها وتفشى الدم من وجهها المشوه بشظايا الزجاج.
التقط نيكولو كوبا من النبيذ الأبيض موضوع على المنضدة جانب السرير، فارتشفه مرة واحدة ومشى فدهس على شريط دواء مفرغ بالفعل، لم يعره اهتمامه بل اغتنم سلاح ساعي البريد بذخيرته الممتلئة والتقط معطفه مغادرا، وعن الباب لم يبالي اطلاقا بإغلاقه. يكفيه ما وهبهم من حسن الضيافة.
سقط فاه تلك المرأة المومس بصدمة من حال الحجرة وهيئة تلك السنيورة الميتة. تبعت نيكولو ببصرها حتى نزوله السلالم ولم تصدق أن رائحة غسول شعر عطرة تفوح منه اثناء سيره. لكن نزول نيكولو للسلالم لم يكن على خير فلقد ارتاب من الدرجات التي باتت على غير عادتها تتمايل أسفل قدميه ولم يعرف أين يخطو.
ترجل نيكولو لداخل السيارة متجاهلا الفرس أحادي القرن الواقف عند مخرج البناء وتلك المومس على ظهره جالسة تضربه بكرباج. هو بالتأكيد فرك عينيه ثلاث مرات وضرب على جبينه قبل أن يشعل محرك السيارة كي تمضي عجلاتها فوق الطرقات قاصدا دار السنيور باتشيني في أطراف البلدة.
قطب نيكولو حاجبيه مستنكرا أمر دماغه الذي ما عاد يزمجر ولأن هذا الصمت جعله يرتاب قرر تشغيل المذياع على قناة تبث موسيقى، فبات يفكر محتارا ويقلب من قناة لأخرى متذمرا كأنها أكبر همه ولم ينتبه على سيارته التي مضت في الاتجاه المعاكس من الطرف الآخر.
مزامير السيارات تلك لم تصل لأذنيه أبدا عندما عثر على المغنية الفرنسية إيديث بيف تتغنى بكلمات أغنية الحشد ليجعلها على أعلى درجة صوت، فبات يهز رأسه مطربا، ولما احتدت وتيرة غناء إيديث أدار نيكولو المقود صانعا حركة المقص مع شاحنات نقل كبيرة.
افلت نيكولو المقود ليحرك يديه كما لو أنه المايسترو يقود الأوركسترا والشاحنة أمامه لم تترك لا مصباحا ولا مزمارا لم تضربه وباقتراب لحظة الاصطدام؛ اجتازته الشاحنة، لكنها لم تجد طريق مأمن بعدها فلقد ارتطمت بشاحنة أخرى والمادة المتفجرة فيها صنعت شعلة دفعت اصاحب السيارات أن يفروا بجلدهم.
لمح نيكولو عبر المرآة الجانبية نارا متصاعدة في الخلف وقال متعجبا "شعلة عيد الميلاد في هذا الوقت من العام؟" قهقه لدرجة أن ألقى برأسه للخلف ولما أعاد انتباهه للطريق فزع من هيئة بابا نويل أمامه يرفع لافتة انت فتى سيء، لكنه دهس عليه بالفعل فسمع صهيل حصان.
التفت نيكولو جانبه فإذا بالفرس أحادي القرن يجلس إلى جوار وله اظفري ماشية علق بينهما سيجارة يدخنها "ترغب بالمزيد؟" عرض عليه سحب نفس فقطب نيكولو حاجبيه مستنكرا وسأله "أي نوع من السجائر هذه؟"
قهقه الفرس بصهيل وحرك كلا قوائمه الأمامية "النوع الفاخر منها" لم يقتنع نيكولو واعتصر على المقود يحاول اكتشاف علة دماغه فرد عليه الفرس "النبيذ الذي شربته في حجرة ساعي البريد، هل تذكر شريط الدواء الفارغ؟ هذا ما حصل يا صاحبي"
"سحقا!" شتم نيكولو بيأس لما أدرك ما تورط به واقسم إن خرج على قيد الحياة من هذه، لن يدس لفاهه مشروبا ملقيا هكذا بعد الآن، لكن هذا كان آخر همه عندما وجد في الأفق هيئة والده عاري البدن يجلس في حوض الاستحمام يقوم بفرك ظهره بالفرشاة ولما لمحه السنيور صاح بغضب ينده على نيكولو أن يحضر الصابون إليه.
فرك نيكولو عينيه ولما استوعب أن هذا والده حقا أدار المقود وصعدت السيارة على حمولة شاحنة مقلوبة فيها ألواح معدنية فمضت عاليا نحو السماء الملبدة بالغيوم ثم حلقت به العربة فوق شاحنة انقلبت على جانبها وسحقت أسفلت الطريق السريع أسفلها لترتطم بحمولة الشاحنة الأخرى.
مرت هذه اللحظات شديدة البطء على نيكولو الذي تأمل حبات الثلج تمر بشكل شاعري بصحبة موسيقى الاوركسترا خارج نافذة سيارته. تطايرت لفائف شعره ويداه على المقود اشتدت لما رأى حلقة نار أمام بصره يكاد يعبرها وفي الأسفل فوج من الجماهير يهتف ويصفق محتفلا وقائد السيرك بكرباج الأحصنة يلوح، يحكي لهم عن عظمة هذه القفزة.
أغمض نيكولو عينيه مرعوبا لما مرت السيارة بحلقة النار والجماهير على اقدامهم ارتفعوا ثم هبطوا صانعين موجة من موجات التشجيع، حتى الأسد الذي يعدو على الأربع فوق بالون ضخم، ارتفع على قوائمه الخلفية محييا نيكولو الذي رفع يده ملوحا لهم قبل أن ترطم السيارة بالأرض وينقطع عن أذنيه اصوات الهتاف.
بالطبع لم تتوقف السيارة رغم ارتطامها، فلقد مضت في الطريق أخيرا لكن بالوضع المعاكس وعوضا عن النظر أمامه بات نيكولو ينظر خلفه اثناء قيادته. عاود الفرس الجالس إلى جواره القهقهة بصهيل مستمتعا بهذا النوع الفاخر من الإثارة؛ لم يكن طريق نيكولو محفوفا بالسيارات، ليس بعد الحوادث التي صنعها في الطريق السريع، فلقد شق مساره أخيرا نحو أطراف المدينة حيث منزل آل باتشينو مستقر خلف البساتين.
وصل لحراس باتشيني خبر مسبق عن قدوم سيارة صديق مقرب للسنيور وكانوا مستعدين لاستقباله ففتحوا البوابة واجتمعوا مرحبين بتلك السيارة الحديثة والفارهة لكن فاههم -وفاه أنتونيو الذي كان يشاهد عبر نافذة جده- سقط باللحظة التي ارتطمت بسيارة ضيفهم صندوق سيارة رديئة فدفعها للمضي قدما رغما عنها.
"سحقا، لابد أنه هو، لابد أنه أرسل خلفها آل دي كارلو جميعا" تذمر أنتونيو من المأزق الذي أوقعهم به جده لكن على عكسه اشتد عزم جده فصاح "هديتي الدموية ستصله ولو أرسل خلفها كل دي كارلو حي على وجه الخليقة" أمر الجد مرافقه أن ينزل على الفور فها هم سيعجلون من موعد قتل السنيورة في السرداب.
تجمع الدم في هيئة أنتونيو مذعورا بينما يشاهد مساعد جده الدموي عازما على الذهاب فالتقط جرة الماء الزجاجية كي يكسرها على رأسه، فتفاداها المساعد بمهارة، فإذا به يسمع وقع المفتاح يدور في القفل ليدرك أن أنتونيو قد أقفل الباب عليهما. لم يضيع أنتونيو وقته إذ ركض قاصدا السرداب ومن خلفه سمع الباب فتح والمساعد وقف في الردهة يأرجح المفتاح الإحتياطي بسخرية.
"بئسا..." تبادل الاثنان النظرات قبل أن يندفع المساعد ببدن كالفولاذ ليتسابقا نحو السرداب.
في حديقة المنزل، تجمهر الحراس وأشهروا عن أسلحتهم لكن بعضهم نجى من طريق السيارة بقفزه بعيدا والبعض سحق فوق الثلاث عتبات الأولى عندما عبرت العجلات فوقهم نحو المنزل والباب العريض فُتح على مصرعيه بسبب السيارتين، فانتاب الرعب الخدم وتبعثروا كل يركض في صوب خشية التعرض للسحق.
إلا تلك الخادمة الواقفة في أعلى سلالم الطابق الأرضي، تيبس بدنها من الرعب ولاصقت الجدار بظهرها لما صعدت السلالم العريضة سيارتان متعاكستان، إلى أن توقفتا على بعد مسافة شبر منها آخيرا. تنفست الخادمة الصعداء لكن سيارة نيكولو عاودت الدفع فجأة لترتطم مقدمة عربة الضيف بها فسحقت بطن الخادم وتدفق الدم من فاهها ملوثا الزجاج الأمامي المحطم.
شغل ذلك الضيف من هول صدمته الماسحات كي تزيل عن الزجاج اثر الدم، وعيناه باتساعها بحلقت بالخادمة، تتقيء المزيد من الدم قبل أن تفارق الحياة على وقع المقطوعة النهائية من معزوفة الحشد...
هكذا انتهت الأغنية ليخيم الصمت ومن بقي حيا، شاهد مرتابا، ثم فجأة دار صوت المذياع ليعلوا وقع اوركسترا متصاعد متوعدا ببداية شوط جديد والباب انفتح ليرتطم بسياج الدرج الذهبي.
ترجل نيكولو من السيارة أخيرا فألقى نظرة للحراس المتأهبين وللخدم. هز رأسه ينفض عنه الصداع، فهؤلاء الرجال كانوا يراقصون الخدم بخطوات رقصة الفالس أمام عينيه تحت كرة ديسكو لامعة.
هم نيكولو بنزول السلالم لكنه اصيب بالفواق فجأة فانزلقت قدمه ليجلس على سلمة وعبر المذياع تردى صوت المغنية؛ لا، لا شيء على الإطلاق. لا لست نادمة على شيء.
استعاد نيكولو بعضا من رشده ولما ابصر أمامه وجد محاربي فايكنغ بشوارب طويلة يعدون نحوه فتمسك بسياج الدرج ليركل الأول والثاني قبل أن يزحف للأعلى ففتح باب السيارة كي تحول بينهم، فلكم الذي أتى بظهر المسدس. لم يطل نيكولو مضاربتهم فقبضته لم تكن بقسوتها المعتادة وتسديده غير صائب، إذ لكم السيارة عوضا عن خصمه مرتين إلى أن توصل في قرارة نفسه أن عليه تضليلهم وهذا ما فعل، انزلق فوق السيارة للجهة الأخرى من الدرج، فنزل السلالم وباشر بالعدو ثم من ممر لآخر أسرع.
بينما في الممر الموازي تدافع أنتونيو والمساعد "دعني إيها السخيف الملعون!" فأكل أنتونيو لكمتين لكنه لم يتنازل بل وعانق المساعد يحاول تأخيره وخلافهما هذا وصل لدرجات السرداب "اقسم لك بشرفي إن استمررت بهذا لن أبالي للدم الذي يربطك بالسنيور وسأفجر رأسك الفارغ هذا!" زمجر المساعد بضيق فعاود لكم أنتونيو بقوة ليتردى السنيور على السلالم.
شاهد أنتونيو مساعد جده قد ولج للسرداب وانتظر سماع صوت صياح بيلا لكن صوتها لم يأتي.
أطل أنتونيو برأسه فوجد المساعد واقفا يحملق بالشوالات متجمعة قرب رف ونافذة التهوية في الأعلى مفتوحة "تلك الملعونة وزوجها وباء!" زمجر المساعد ثم دفع أنتونيو عن طريقه. لم يضيع أنتونيو وقتا فلحق به بحثا عن أثر لها خشية أن يجدها أحد قبله. هما نسيا باب السرداب مفتوحا وتلك السلة في الركن انفتح غطائها لتخرج بيلا منها وعن قيدها فقلد حطمت سلسلته وبات كالسوارين يحيطان معصميها.
التقطت بيلا ما حفظته من مقلاة وساطور فهي لم تجد سواهما لتدافع به عن نفسها في السرداب، خرجت من بعدهما متأهبة ثم مشت بحذر لكن مع اقتراب ضجة هي فرت نحو السلالم ففوتت هيئة نيكولو التي مرت خلفها دون علمها.
لاصقت بيلا ظهرها بالحائط وعلى الفور فتحت أول باب كي تختبأ فيه، فوجدت خادمة مذعورة تجلس بين أدوات التنظيف والمماسح "أرجوك ساعديني إني أحاول العودة للمنزل، هو يحاول قتلي وقتل ولدي" وضعت بيلا يدها على بطنها "أرجوك" ترجتها بيلا والخادمة أومئت لها فنهضت وأطلت برأسها عبر الباب تعاين الممر.
"إنها هنا(!) زوجة دي كارلو هنا!" صاحت بعلو صوتها واحكمت على بيلا فلا تفر "عثرت عليها(!)" صدى صوتها تردى في أرجاء المنزل فسمعه كل من كان يسعى خلف بيلا، بالأخص المساعد الذي غير وجهته ونيكولو الذي فجر رأس من كان يضاربه كي يخطوا فوقه متجها نحو زوجته.
كررت الخادمة النداء لكن بدنها تردى مع ضربة المقلاة على رأسها، لم تعطها بيلا ضربة واحدة بل انزلتها عليها مرات عديدة حتى صاحت من فرط انفلاتها العصبي "تبا لك ولوجهك السخيف الملعون! كان عليكِ إبقاء فمك القبيح مغلقا يا حفنة الغائط!" ارتعشت أطرافها بجزع لما وجدت الدماء تسيل من أنف الخادمة التي عزمت على النهوض لكن بيلا هددتها هذه المرة بالساطور "حركة أخرى ولن أخشى فلق رأسك، فعلتها سابقا ولن أخشى تكرارها، صدقيني عندما أقول هذا"
زمت بيلا شفتيها بحزم وفي داخلها هي كادت أن تنهار مغشية عليها، استدارت بكعبها واكملت الجري بحثا عن مخرج يوصلها لموقف السيارات في الحديقة لكنها بالفعل ارتطمت بأنتونيو فصاحت بذعر تترجاه أن يدعها وشأنها "ميرا! ميرا حبا باللهِ توقفي! أنا حليفٍ لك ولست عدوك!" قبض على كتفيها كي تنظر إليه.
تجرع أنتونيو حلقه بارتباك "عدوكِ الحقيقي هو ذاك" وبيلا انتقلت بطرفها حيث يحملق فوجدت مساعد السنيور باتشينو في نهاية الممر قد اصدر مسدسه صوت -تليك-
تفجُر الرصاصة من الفوهة هو كل ما سمعته بيلا لكن تلك الرصاصة ثقبت الحائط فأنتونيو كان قد جرها بالفعل، فتبعته بيلا دون استجواب وكيف عساها تستجوبه وذاك الأصهب -شكل الشيطان- يلاحقهما بالرصاص.
هما نزلا السلالم واقتربا من المخرج لكن رصاصة متوعدة ثقبت ذراع أنتونيو وكاد أن يتردى لكنه تماسك ودفع بيلا نحو باب المطبخ ليلحق بها "كرسي، طاولة! أي لعنة لنغلق بها الباب قبل أن يأتي!" صاح ببيلا ثم اعوج بنيانه وشتم نسل مساعد جده بألفاظ ما كانت مؤلفة قصتهم قادرة على تدوينها...
جذبت بيلا كرسيا فوضعته أسفل مقبض الباب فلا يديره وتركت ما بيدها من مقلاة وساطور كي تتفقد حال أنتونيو الموجوع والدم يفيض من كتفه "دعكِ مني الآن، سحقا!" عاود اللهاث فقال والعرق تصبب من بدنه "حبا بالله، لنذهب من هنا" اخذ معصمها والتفت عازما على الاكمال لكن جبينه لاصق فوهة مسدس فشاهد الرصاصة مستعدة لتفجير رأسه.
"نيكولو!" صاح أنتونيو مذعورا ورفع كلا يديه في الهواء حيث يراها "إنه أنا يا صاح، أنتونيو" فأشاح نيكولو عن جبين أنتونيو المسدس ليتمكن المسكين من ملئ رئتيه التي حبس عنها الهواء لفترة.
كاد السرور أن يلج لفؤاد بيلا برؤيتها نيكولو لكن الباب من خلفهما افتح كاشفا عن مساعد السنيور الذي عزم على اطلاق النار متقصدا بيلا لكن رصاصته لم تصِب، فالمرأة قد ألقيت بعيدا عنه وما ذاقه بعدها كان لكمة نيكولو.
امسك نيكولو برأس المساعد ولطمه بمائدة الطعام ثم مسحها به مسقطا الأطباق لكن المساعد كان رجلا ذو صلابة وسرعة بديهة فالتقط المزهرية وكسرها برأس نيكولو الذي عاد للخلف مترديا وشريط من الدم سال عبر جبينه "ارفع عينيك وانظر إلي"
ارتطم نيكولو بالحوض حيث الأواني خلفه غارقة في الماء ودعك عينيه التي خُيلت له أن المساعد قد عاد له بكرسي لكسره، لكنه كان حقيقة ونيكولو فطنها متأخرا. ذاق السنيور دي كارلو من اللكمات الكثير لدرجة أن بات كالدمية يلقى من جنب لجنب لدرجة أنه ما عاد قادرا على استيعاب ما خاضه.
"يبدوا أنهم بالغوا بتمجيدك" بصق المساعد الدم "انت حقا لست سوى أخرق مترنح يختبأ خلف اسم أبيه وقصابته"
انسحب اللون من وجه أنتونيو الجريح فلقد تبدد أمله لما وجد نيكولو قد سقط على أسفله والأحمر كان عنوان وجهه. انتقل بطرفه لبيلا التي عادت هدفا للمساعد فشاهدها بلا حول ولا قوة، تحاول الفرار من ذاك عن طريق ألقاء كل ما يأتي في يدها عليه اثناء دورانها حول مائدة الطعام الكبيرة.
"نيكولو، افق يا رجل ما الذي اصابك!" توسل أنتونيو دي كارلو الذي بقي شاردا في الفراغ قبل أن يغمض عينيه، أدرك أنتونيو أنه عاد وحيدا فجاهد نفسه للنهوض وكل ما كان بوسعه فعله هو تقيد المساعد بذراعيه من الخلف لكن اللكمة التي تجرعها اعادته طريحا على الأرض الباردة.
"أما سئمتِ من اللعب واستهلاك هؤلاء الرجال جميعا؟ لأني قد سئمتُ حقا" أبلغها المساعد وبيلا عقلها صور لها امكانية هروبها فحاولت بالفعل لكنه حصل عليها حبيسه بين ذراعيه ثم بطحها ضد المائدة وقدماها متدلية على الأرض، بالطبع بيلا قاومته مجددا وهمت برفسه لكن ولوجه بين ساقيها وقبضته التي سحقت عنقها ذكرتها بمن هو الشيطان هنا.
"دعني، دعني أرجوك" تشبثت بيلا بمعصمه تترجاه أن يفك عنها الخناق لكن أمالها بُترت لما وجدته كاشفا عن اسنانه مستمتعا بإنجازه. قبض على عنقها اكثر حتى ارتفعت عينا بيلا للأعلى وبات بدنها يتخبط معلنا عن اقتراب نهايته لكن الذراع التي التفت حول عنقه اعادت لعنقها الهواء.
لهثت بيلا انفاسها بكل ما تملك من قوة وسعالها اشتد لدرجة أن رفعت ساقيها فباتت على المائدة ممددة تناضل بمفردها ومن زاوية عينها هي لمحت نيكولو يصارعه مجددا رغم تخبطه ووهن خطواته.
"اللعنة عليك يا حفنة الغائط العفن! اقسم أني سئمت من عبثك هذا! لو أرسلني السنيور خلفك منذ البداية" زمجر المساعد مشتاط الأعصاب وقبض على معصم نيكولو، ليلصق يده على عين الموقد الساخن بعد صفعه للإبريق الذي استمرت مياهه بالغليان والصفير. صاح نيكولو موجوعا وكادت أن تفر الحياة من فتحتي منخاره بينما المساعد منعه من سحب يده.
تسارعت أنفاس نيكولو لدرجة أن استرد عقله ومن شدة فوران اعصابه زلق معصمه من قبضة المساعد على حين غرة فلطمه بمرفقه وجلب رأس المساعد ملصقا جانب وجهه على العين الساخن، فتفشى اللهب مبيدا كل شعره في وجهه.
لم يتوقف نيكولو عند هذا الحد فلقد زلق يده المحترقة اسفل رأسه ثم بالأخرى فوقه، انتفض المساعد وتمكن من الفرار فعادا للاشتباك ليعلوا فجأة بعدها صوت طرقعة عظام عالية أسمعت من في المطبخ.
لم تقاوم بيلا إطلاقا وأخفت وجهها بين ذراعيها قبل إدراك من سقط، تكورت حول بدنها مذعورة وظل رجل طويل اقترب منها مغطيا إياها بالكامل عندما ثبت يديه جانبها، فباتت محاصرة بين ذراعيه. سقط على جانب وجهها قطرة حمراء ولما تحلت بيلا بالشجاعة أخيرا لتواجه مصيرها، شخص بصرها عندما وجدته المساعد يعتليها وجانب وجهه محترق خالي من الشعر.
كادت أن تصيح لكنه سُحب من ياقته وألقي بعيدا عنها ليرتمي صريعا على الأرض ورأسه قد دار تسعين درجة فوق عنقه، فزع أنتونيو من رأس مساعد أبيه متجها نحوه فانقلبت عيناه في محجرها وسقط مغشيا عليه.
"لم أفضل الأحمر عليكِ يوما"
لهثت بيلا بفزع لما شعرت بإبهام نيكولو يمسح عن وجنتها دم ذلك المساعد، حينها التقت عيناها به أخيرا وتأملت هذا الرجل الذي كان أي شيطان على وجه الخليقة إلا زوجها الذي احبت. عاينها نيكولو بدوره وتعابيره القاسية سقطت من عليه ليحل محلها أخرى لينة ومشفقة على ما حل بهذه المرأة.
"إياك ولمسي"
نطقت بيلا فجأة وشفتاها اعوجت للأسفل بعبوس كحال حاجبيها اليائس. أشاحت بصرها عنه لا تطيق النظر إليه، ليس بعد أن اثبت لها أن تهمة السنيور باتشينو لحقيقة مطلقة والرعب انتابها منه، فلم تجد بيلا في عينيه أي ندم أو تردد فيما فعل.
"ميرا..."
"يداك عني!" دفعته من صدره "ميرا" نده نيكولو باسمها وكيانه اهتز لما وجد فيها تقززا واشمئزازا منه، كما لو أنه أتعس الخلق وظنها كان حقيقة.
لقد خمن نيكولو حدوث هذا -الاشمئزاز- عاجلا أم آجلا منذ أول كذبة نطقها وتلك السيناريوهات التي صنعها في مواجهة هذا الموقف آنذاك، لم تشابه شيئا مما يمر به من وجع، فلقد خسرها كما خسر كلا ولديه.
"انت مسخ" ضربته على كتفيه "لقد وهبت ابنتي وحشا وليس أبا!" انتحبت بيلا "إنك شيطان، شيطان بلا قلب"
"هنيئا لكِ انتِ محقة لكن كل هذا لا يهم الآن" ابتعد عنها بحثا عما يلف به باطن يده المحترق فالتقط خرقة بالية وعقد الثانية حولها، هسهس من بين أسنانه لما اعتصر القماش على جلده المتضرر لكن هذا كله ما عاد له نفع لما وصل لأذنيه وقع خطى قادمة باتجاههم "اشتميني والعنيني كما تشائين لاحقا لكن علينا الخروج فعلى ما يبدوا السنيور لن يترك كلانا" جرها نيكولو من ذراعها كي تنزل وتوجه للمدخل الآخر من المطبخ حيث عثر هناك مسبقا على مخرج يؤدي للفناء "ماذا عن أنتونيو؟! سنتركه هكذا؟َ!"
"إنه حفيده المفضل فلا تخافي عليه"
"هل تسمع أذناك ما تقول؟! لقد قتلت جوليان ثم أتيت لجيونكاريكو ونثرت الورد على قبره! اقسم لك أن الدنيا لم تشهد ولن تشهد على وحش بمثل دناءتك! قلت لي أنه صديقك ثم جعلتني أتزوج بك!" انفجرت به لائمة فكل ما اصابها بسببه "ليرحم الله ابنك المسكين وأخواتك فهم لا يعلمون!"
"بالتأكيد هم كذلك لكن لأنور بصيرتك، أنا لم اقتل جوليان"
"لقد قتلت غيره الكثير!"
"حسنا أنت محقة في هذا لكن الآن اخفضي صوتك وادخلي هنا" حاول نيكولو جاهدا مع الباب بعد أن ادخل بيلا خزانة المعاطف واغلقها عليها كي لا يعلم بوجودها احد.
ثقب أذنيه هلوسات بكاء رضيع ولم يعلم أهو بكاء ابنته أم ابنه لكن هذه الضجة كتمت عليه حواسه فلم يفطن أمر الضربة على رأسه إلا متأخرا. أراد الالتفات لكنه وجد نفسه ضد الحائط وذاك يلكم وجهه فبصق نيكولو عليه ثم لكمه من معدته ليلصقه هو بالحائط هذه المرة.
كادت أن تكون دفعة نيكولو قوية لكن قدماه تأرجحت فسقط وسقط ذاك بعد أن ارتطما بمنضدة وُضِع عليها مزهرية فتحطمت. وجد نيكولو نفسه ممدا تحت رجل باتشيني متذوقا المزيد من الضربات، التي منعته من فهم ما اصابه فثارت أنفاسه ودفعه عنه ثم زحف نحو المزهرية ليلتقط جزءا منها.
عانق الرجل نيكولو من الخلف كي يبطحه فعاد ليعتليه لكن هذه المرة لم تكن الغلبة له فنيكولو غرز الزجاج بعينه. زحف على الفور متملصا من تحته واعتلاه مكررا ضربه مرات عدة حتى تركه صريعا والدم يزين كليهما.
نهض نيكولو مترنحا وعاد نحو خلاصه يحاول فتحه رغم هلوسات عويل ذاك الرضيع. ضرب نيكولو على الباب ثائر الأعصاب ناسيا أمر يده الضريرة التي دفعته للتأوه، فقبض عليها ثم أسند جبينه ضد المخرج يشتم بدنه ودماغه الذي ما عاد يملك القدرة على التحكم بهما بشكل صحيح ولو أمكنه ذلك لخرج ببيلا منذ وقت طويل.
شتم نيكولو الثلوج المتجمعة خلف الباب وباتشينو بل وشتم جوليان الملعون الذي ورطه في هذا كله، فصلى بداخله ألا يجد الراحة في قبره أبدا. فكر بالحلول المتاحة عنده وأكثرها أمانا لأجلها، فلم يجد سوى العودة أدراجه نحو الردهة كي يأخذ السيارة.
حينها عاد إليها يجر ذيول الخذلان وفتح عليها باب الخزانة، لم يتسنى لها الوقت كي ترفع طرفها إليه إذ جرها نيكولو من مكانها وكاد أن يخبرها بما يخطط له لكن تعابيرها المذعورة مما اصابه وعيناها المتشبثة به لكونه أملها الوحيد بالنجاة جعلته يأخذ وقفة، فضمها لصدره.
ذراعه السليمة التفت حول ظهرها وعن يده المحترقة فكورها في قبضة خلف رأسها "دعني! قلت لك دعني ولا تلمس مني انشا أيها الوحش!" قاومته بيلا في البداية وناطحت لكن الشعور بصدره يعلو ويهبط ضد خاصتها دفع الدموع لتفيض من عينيها فانتحبت تترجاه أن يكف نفسه الآثمة عنها.
هبط بصر نيكولو لشفتيها اللتان كانتا ترتجفان، عقله أنبه وضميره حذره من مساسها فهي امرأة ما عاد في قلبها مودة تجاهه وأي لمسة ستشب في جلدها كاللهب الحارق، لكن فؤاده الذليل لها دفع شفتيه لتهوي إليها فرحبت به بيلا وغرزت اظافرها في معطفه تتشبث به.
بحث نيكولو في بيلا عن مواساة للفاجعة التي شهدها بأولاده وتمنى استخلاص آخر لحظة عاطفية ستجمع بينهما، فما بعد منزل باتشينو سيكون الفراق لا غير وكم تمنى لو تنتهي حكايته في ذروة سعادته، في هذه القبلة؛ فنفسه جبانة، تخشى من قسوة العمر الذي سيعبر عليه دونها، فلقد أحبها بشدة..
لقد وهبها قلبه حبا هو لم يذقه في حياته وصنع لها شخصا آخر هي لن تقدر على رفضه لكن ها هي الحقيقة تجلت في الأفق وما عاد للإنكار نفع، فها هو هنا يقف أمامها عاريا من أكاذيبه.
أزاح نيكولو شفتيه عن خاصتها كي يهبها من الهواء ما تحتاج، فوجدها بين ذراعيه متشبثة وحالها مثير للشفقة بسببه؛ إذ جعل الصواب والخطأ، الجمال والقبح، الفضيلة والذنب في تضارب عنيف داخل جوفها، ففي شفتيه وفي حضنه وجدت بيلا زوجها الذي ألفته طوال الأعوام الماضية لكن الدم في وجهه كانت برهانا على حقيقته.
كم كرهت بيلا قلبها الذي احبه وبذات الوقت لم تستطع التوقف عن حبه ، لذا وبكلمات مثيرة للشفقة سألته "أرجوك ليكن كذبا، ليكن كل ما حدث كذبا، إني أتوسل إليك" طالت أنامل بيلا وجنتيه فكوبتهما لتهبه قبلة أخرى هي احتاجتها اكثر من حاجته لها.
بادلها نيكولو بشغف خالص حتى اتخذ ظهرها هيئة قوس راضي بآثام هذا الرجل وذراعاها التفت حول عنقه، فشفاهما الملتحمة، أناملهما المتشبثة ولهيب مشاعرهما كان متجاذبا ومنسجما لكن العقل كانت مصدر البؤس وهو من جعل نيكولو يفصل شفتيه عنها معترفا "بل إنه الحقيقة يا ميرا"
"إنك يا سنيور وحش بلا ضمير إذا"
"لا يسعني إنكار ذلك"
"إني أكرهك إذا، أكرهك من أعماق قلبي يا نيكولو!"
"صدقيني هذا اكثر فعل صائب"
انتحبت بيلا من خضوعه واستسلامه وكم تمنت لو ينكر، كم تمنت لو تمزق شجاعته هذه، فكلما استمر بالاعتراف كلما التصقت التهمة به اكثر للدرجة التي لن تعود قادرة فيها على خداع نفسها به، لذا صفعته على القبلة أولا ثم اعطته صفعة اخرى لكذبه عليها طوال تلك الأعوام.
لم يعترض نيكولو على عقابها وجرها شاقا طريقه نحو المخرج. عادت الجدران لتتمايل أمام عينيه والإضاءة الصفراء انقلبت لحمراء وزرقاء، بينما الرسوم في اللوحات دبت فيها الحياة، منها تحيه ومنها من تذمه.
"نيكولو!" استفاق نيكولو من هلوساته لما سمع اسمه لكن استفاقته أتت متأخرة فالرصاصة سبقته فثقبت ساقه وسقط على ركبتيه منهارا لتأتي الثانية ثاقبة كتفه.
"أعدك يا دي كارلو أن القادمة ستفجر رأسك"
انتحبت بيلا بسخط ومن شدة رعبها، فطرتها البدائية دفعتها لإخفاء نيكولو خلف ظهرها خوفا عليه من أي ضرر وحاولت انتشال مسدسه لتدافع عنهما "تبا يا امرأة ما الذي تخالين نفسك فاعلة!" زجرها نيكولو وجذب المسدس منها لكنها لم تتخلى عنه.
"إني أحميك ألا ترى؟! كاد ذلك الفاسق أن ينهي أمرك لكن الجحيم الدموي! سأقتله إن فعل!" زجرته والرعشة في اوصالها من شدة الرعب لم تتوقف فضمت المسدس لصدرها "أنا خائفة حسنا؟!" فاضت عيناها بالدموع وغرق أنفها "لكن خائفة عليك اكثر!" كرمها المفرط وتضحيتها هذه لم تمر مرور الكرام أمام عيني نيكولو فلقد زادته خزيا فوق خزيه لتدنيسها، فجذبها إليه ورفع بصره للسنيور باتشينو متهالك الصحة يتكئ على عكازه وإلى جواره كبير الخدم بحوزته بندقية صيد الخنازير.
زلق كبير الخدم ذراع البندقية الأمامية كي تستفرغ البندقية البقايا وجدد تأهب رصاصتها، فجعل ذلك ال-تليك- من لون بيلا شاحبا ولو لم تتماسك لأنزلق جنينها من بين ساقيها في هذه اللحظة.
"يا لها من لحظات شاعرية ولقد نورت بصيرتي يا دي كارلو، إن جعلك شاهدا على مقتلها لخيار أفضل من تسليمها لك ميتة، وانظر لما فعلتًه بها، جعلتًها مستعدة للتضحية بحياتها لأجل دنيء مثلك"
"أوقف هرائك السخيف هذا ولا تزد من سخطي عليك" رفع نيكولو حاجبيه "فلا شأن لك بها" جعلها تمكث خلف ظهره وهي شاهدت جدالهما بعين واحدة فلقد خبأت وجهها خلف رأسه.
"ربما عليك اعادة النظر في من يملك حق التهديد الآن، انت عليك الانكار وتوسل الرحمة!"
"الشيطان في هيئتك! إن المعتدي هنا هو انت، سلكت نهج الهمج وصفعت ما بيننا عرض الحائط!"
"انت من بدأ بثأر الدم هذا! مخبول أنا إذ تركتك بعد ما فعلت برجالي"
"وماذا عن فعلتك بعائلتي!"
ثارت أنفاس نيكولو هائجة فما يتفوه به ذاك العجوز لثرثرة فارغة ولو مزق فاهه وقام بفصل جلده عن لحمه دمه سيظل فائرا فأي سكين هذه ستجعل الروح تدب في ولديه مجددا. ضرب قلب نيكزلو بعنف وكاد أن يزجره لكن أنتونيو قد ظهر معترضا على جده، يستحلفه أن يطلق سراحهما.
السينور عقله طار بالطبع لما شهد يد حفيده ملطخة بالدم واقسم أنه سيقتل نيكولو وزوجته في هذه اللحظة لكن أنتونيو ترجاه مستعينا بكل ذرة عقل يملك. زم السينور باتشينو شفتيه حتى باتت خطا رفيعا وأشار لكبير الخدم أن ينزل البندقية ففعل. صمته والسكون الذي خيم عليهم جعل نيكولو يدرك أن لحظة رحيلهما قد حانت فجر بيلا التي وضعت ذراعه على كتفها واعانته على المشي.
أرادت بيلا السؤال عن سبب تركهما يفران وعلى ما يبدوا فإن لأنتونيو تأثيرا على جده، فمضت مستعجلة الخطى وفي داخلها شكرت الله على خروجها سالمة من المنزل "نيكولو، أرجوك أسرع" ترجته أن يتماسك فثقله أنهكها.
نزل كلاهما وشقا طريقهما في الثلج، تلك العاصفة وريحها الهائجة لم تهدأ بل اشتدت وحبات الثلج باتت اكثر مما جعل الرؤية صعبة والنجاة مستحيلة. مضى كلاهما نحو العربة الملقية بعيدا وخطوات نيكولو المترنحة تباطأت، فحثته بيلا على المضي ومقاومة الألم لكنه تعثر فسقط كلاهما والثلج غمرهما من كل جانب.
تشبثت بيلا بياقة معطفه وترجته بلا كلل أو ملل "أرجوك أقلع عن لعنتك هذه، جزارا كنت أو مجرما فقط أقلع عن هذا واطلب المغفرة، أتوسل إليك أن تريني ذرة من الندم وأقسم لك أني سأذهب معكَ إلى نهاية العالم، ليكن لنا بيت بعيد عن روما وجيونكاريكو، ميلانو ربما وسنعيش فيها معا، انت وانا وثلاث غرف لأولادنا"
"ميرا.." قطب نيكولو حاجبيه بانكسار من محاولتها التشبث به.
"سأعفو عنك!" صاحت به تحاول اقناعه ودموعها فاضت بغزارة "اقسم لك، اقسم أني سأتغاضى عن كل ما فعلت فأرجوك توسل للمغفرة، قل أنك لم تكن بوعيك، أنك كنت مكرها، إلهي! قل أي شيء وسأعفو عنك!"
"لا لن تستطيعي" ألقى نيكولو بجبينه ضد خاصتها البارد.
"أنا أحبك ألا تفهم!" زجرته ثم الصقت شفتها بخاصته كي يتمسك بها أيضا ويحكم عقله ولما لم تشعر به يبادلها اشتكت بنحيب "نيكولو!"
هز نيكولو رأسه رافضا فأومئت بيلا على الفور تعارضه "لا، لا، أرجوك لا تتخلى عنا أنا سأنهار من دونك!"
"بل ستنهارين معي!" وبخها يحاول اقناعها وهي بين كل كلمة وأخرى قبلته.
"لن افعل" همست بيلا واهتز فؤادها لما وجدته ممتنعا عن تقبيلها فحدقت به وأعصابها أوشكت على الانهيار لدرجة أن ضربته على كتفيه بسخط "أنا لن أنهار أبدا! ليس معك" حاولت جعله يستعيد رشده بتذكيره كيف وقف جانبها رغم قتلها المعلم ماتيو.
" نعم ستفعلين، حالما نصل لتلك الشقة وأوصد الباب خلفنا لن تعود منزلا لك بل زنزانة" كوب وجنتيها التي توردت من قسوة البرد "في كل مرة سألقيك فيها على الفراش وأقبلك، جلدك سيحترق من الذنب، ذنب التستر على مجرم مثلي"
"لا، إياك والاقتباس من فمي، أنا سأخلص لك، سأخلص لك من كل قلبي ولن أِشعر بالذنب"
"بل ستشعرين" اعتصر على وجنتيها وعيناه لم ترتفع عن خاصتها "ستفكرين بالدماء التي سبحتُ فيها وستتقيئين ثم ستحاولين الإبلاغ عني لكنك لن تستطيعي رهبة مني"
"لن افعل إطلاقا! افضل الموت على هذا"
"وأنا لن أدعكِ تعانين!" زجرها هذه المرة كي يبتر عزيمتها وإيمانها به "لا يا ميرا نحن لا يمكننا الاستمرار، صدقيني عندما أقول انتِ لن تحتملي ولن تستطيعي المغفرة لي" هز رأسه بيأس "عقلك لن يفعل وأنا يا ميرا لا يمكنني التوقف، لا يمكنني الندم"
"لماذا؟!" صاحت بحرقة وضربت على صدره.
"لأني حينها سأفجر رأسي!" ثبت رأسها وعيناها صوبه فلا تهرب من الحقيقة المرة "افهمي! نحن لا حياة لنا معا، ليس وانت امرأة تنبش عن الفضيلة" أعوجت شفتاه للأسفل "الحل الوحيد كان جهلك لكنك الآن تعلمين وستعلمين المزيد قريبا وأنا لا يمكنني! لا يمكنني رؤية وجهكِ عندما تعلمين المزيد عني"
"لكن احبك..." همست وفي جوفها كان دوي تكسر فؤادها صاخبا.
"وأنا احبك" اعتصر نيكولو على وجنتيها جزعا واعترافه هذا كلفه البوح بجميع مشاعره الشاعرية منها والسوداوية "أحبك للدرجة التي سأحررك فيها مني ويا ليتني قادر على أن أهبكِ المزيد، يا ليتني قادر على العودة للوراء فامتنع عن رد التحية لك في محطة القطار لكن لا استطيع" تأملها مقدسا كل ثنية ومنحنا في وجهها الذي لن يلقاه مجددا "إني أناني للدرجة التي اتمنى فيها ألا أغيب عن ذاكرتك ساعة، رباه إني وحش، إني وحش دموي ولا خلاص لك مني إلا بموتي فافهمي"
هزت بيلا رأسها نافية لكن الكلمات ما عادت تسعفها ودموعها انهمرت بلا حول ولا قوة فلقد أدركت أن هذه هي ساعات زواجها الأخيرة وهما بالتأكيد سيتقابلان لاحقا عن طريق محامي وما بينهما سيكون مجرد محاكم.
انتشل نيكولو بيلا من على الأرض فورا وأخذها نحو السيارة لكن مع تفصيل بسيط، أجبرها على الجلوس في مقعد السائق رغم إلحاحها بأنها لا تجيد القيادة "لا تجادليني!" حجته هذه اقنعتها فربطت حزام الأمان وقادت تحت أمره لخارج السياج فمضت في البساتين الشاسعة.
أما عن أنتونيو فلقد كان ممنونا لأن جده تركهما لكن الابتسامة الملتوية على شفتيه جعلت الرعب يفور في صدره فالتفت أنتونيو خلفه ليرى سيارتين انطلقت خلفهما وتلك المصابيح لمعت ضد المرايا سيارتهما.
استرق نيكولو النظر خلفه ولم يفزع إطلاقا فلقد كان شاكرا لآخر ذرة إدراك في دماغه نبهته حيال مكيدة باتشيني فمنع بيلا من الجلوس في المقعد المجاور للسائق لأنها ستكون هدفا لرصاصاتهم "على الدواسة اضغطي بقوة وإياك والنظر إلى الوراء!" أمرها فدهست بيلا بهلع لكن منظر السيارة المسرعة أرعبها فاختارت المكابح ليرتطم رأسها بالمقود.
"سحقا! اكملي حالا!"
"أمامي بشر ألا تراهم!"
"اسحقيهم إذا!"
"نيكولو دي كارلو لتحترق في الجحيم!"
"أعدك أني سأفعل لكن فقط استمري!"
اكرهت بيلا على الدهس بأقوى ما تملك والمقود بحوزة نيكولو، فقاد بشكل متمايل للدرجة التي أرعب فيها من أراد اعتراضهم وقبل ولوذهم لخارج البساتين، انطلق وابل من الرصاصات نحوهما محطما زجاج السيارة كله ونيكولو على الفور دس رأس بيلا للأسفل بين ركبتيها اثناء صياحها المدوي.
ثقبت الرصاصات وحطمت كل ما لاح طريقها قاصدة مقعد المرافق إلى أن نفذت الذخيرة وأشار صاحب البندقية للسيارتين بالانسحاب كي يعودوا أدراجهم. فما فعلوه كان هدية وداع لدي كارلو.
"إياك والتوقف ميرا" همس نيكولو بعد أن رفع رأسه ثم حرر خاصتها ويده هبطت على فخذها اثناء قيادتها فلا تصاب بالقلق. انتقلت بيلا بطرفها للخلف، للمزرعة التي ابتعدا عنها وما عاد لها اثر ثم للطريق أمامها وابتسامة منهكة شقت مسارها، فالحرية التي ما خيل لها رؤيتها قد عادت إليها أخيرا.
قهقهت بيلا بتعب مما اصابهما كما لو أنه كابوس قد ول وانتهى ولما شعرت بيد نيكولو تقبض على فخذها ربتت على يده "هون عليك، لقد انتهى كل شيء وها نحن ذا عائدان للمنزل" واسته بينما اكملت القيادة على وقع المذياع الذي تعطل بسبب رصاصة فبات يعيد ذات الأغنية.
والتدفئة بدورها أيضا تعطلت على بيلا فحاولت إيجاد حل لذا انتقلت بطرفها بين الطريق وبين التدفئة كل تارة قبل أن تشتكي "رباه، كيف سيمضي الطريق هكذا، آمل أنك لا تشعر بالبرد نيكولو"
لم تحصل منه على رد فتبسمت بيلا وقالت بمواساة "لا بأس نحن سنتحدث طويلا عند عودتنا لكن عدني بأن أحظى بحمام ساخن أو ربما لأجالس إيماليانو أولا، هي بالتأكيد مشتاقة إلي كما أشتاق إليها، لابد أنها بكت كثيرا لكن متأكدة أن ريكو اعتنى بها فهو أخ صالح"
قطعت بيلا شوطا وعلى كلا الجانبين كثير من الأشجار العالية امتدت، تمالكت الريح العاتية نفسها أخيرا فباتت حبات الثلج تتراقص كفوج عظيم والكثير منها ولج للسيارة بسبب زجاجها المحطم. تمنت بيلا لو تجد علامة تخبرها بمدى اقترابها من حدود العاصمة ولأن اعصابها اشتدت لم تشعر بيده التي سقطت من على فخذها وعبر المذياع عاد الشريط ليبدأ ذات الأغنية لإيديث بيف مرارا وتكرارا.
"نيكولو؟" استنكرت بيلا ابتعاد لمسته متأخرا واسترقت النظر إليه فوجدته مغمض العينين كما تركته أول مرة، فتبسمت بيلا بإرهاق وسألته "متى تمكنت من النوم حتى؟"
لا، لا شيء على الإطلاق..
أوقفت بيلا السيارة في منتصف الطريق كي تعود بظهرها للكرسي وتأملت هيئته النائمة بسكينة، قررت اراحة رأسها على كتف نيكولو والبحث عن الدفيء فيه، أما يدها فامتدت لأسفل معطفه حيث صدره لكن الرخاء تحول لفزع فسحبت يدها ووجدتها غارقة بالدم.
لا لست نادمة حيال أي شيء؛ استمرت إيديث بالغناء بلسان فرنسي على وقع معزوفة امتزجت بالحزن والكبرياء.
عقد لسان بيلا فدفعت جانب المعطف عن صدره وتحسست موقعه لتجده فائضا بالدم، حينها صفع الوهن عقلها وأغرقت عينها بالدموع. هزت رأسها رافضة تصديق ما اصابه وجمعت يديها ضد فمها غير مبالية بالدم الذي لطخها. تسابقت الشهقات عبر حنجرتها المنهكة وبروح مهزوزة استحلفته أن يستيقظ من غفوته ويخبرها أنه على ما يرام "آه، أرجوك... أرجوك لا تفعل بي هذا"
لا المعروف الذي صنعوه لي ولا الشر، كل هذا لا يهمني؛ لحنت إيديث بقوة كما لو أن شريط حياتها وحياة المستمعين إليها في السيارة مر كطيف عابر.
"نيكولو! لينزل الرب رحمته عليك، أرجوك استيقظ! اقسم أني كنت غاضبة لا أعي ما أقول، رباه كيف عساي اتمنى لك الاحتراق في الجحيم!" صفعته ثم هزته لكن هذا لم يسبب سوى انزلاق جذعه فهوى إليها وهي بكلا ذراعيها ضمته والصدمة تعلوها لا تصدق أنه ممتنع عن الاستيقاظ.
لا، لا شيء على الإطلاق، لست نادمة حيال شيء؛ استمرت إيديث واشتد صوتها مع اشتداد نواح بيلا فبات رأسها يتقلب من جنب لآخر، تشتمه لأنه أخذ عنها الرصاصة فلقد فهمت أخيرا سبب جعلها تجلس في مقعد السائق "انت وغد! وغد أناني!"
فكله سدد ثمنه، انقضى، انتسى!؛ نفخت الأبواق بقوة لتصدح من بعدها حنجرة إيديث بكبر وشموخ؛ لا أبالي بالماضي.
لم تتوقف دموع بيلا واناملها اشتدت عليه فكم كانت مثيرة للشفقة وهي تضمه كما لو أنها تحميه رغم أنه بات جسدا بلا روح، لكنه في النهاية بدن زوجها وإديث من عندها لحنت بسخرية وحزن؛ رحلوا عشاقي، مع رجفة أصواتهم.
"كفى! كفى يا قطعة الخردة!" ضربت بلا على المذياع تود لو تخرسه وتخرس المغنية لكن إيديث أكملت والشفقة الساخرة غلفت صوتها؛ رحلوا إلى الأبد وها أنا عدت إلى الصفر...
زمجرت بيلا بقهر وضربت مجددا على المذياع كي توقفه فتوقف وتمنت في هذه اللحظة لو التقت بنيكولو باكرا، في بداية شبابها ربما، عندما وجد الحب طريقا لقلبها أول مرة فتهبه من الحب الكثير، وتمنت لو التقت به في صباها أو حتى عند نطقها كلماتها الأولى لكن مهما تمنت من الوقت لتقضيه معه لم يكن كافيا ليروي طمعها.
اصدر المذياع بضع شرارات قبل أن تعاود الأوركسترا العزف فتعود إيديث قائلة؛ لا لا شيء على الإطلاق، لست نادمة على شيء إطلاقا؛ فبدت في كلماتها كأنها تعني نيكولو وكبريائه في وجه الفضيلة، كبريائه الذي مهما صُفع بالمواجع لم ينحني ولم يتخلى عن مهنته خوفا من الندم الذي كان سيقوده للجنون إن سلم إليه روحه.
نواح بيلا علا وهيئة لورينزو فجأة ظهرت ضد زجاج بابها يبحلق بمن داخل السيارة فلما وجد السنيورة تجهش باكية وسيده راكد بلا حراك في حضنها ركض نحو الباب الآخر ليفتحه، حينها أدرك أنه تأخر بشدة فانتقل بطرفه لتلك السيارات التي أتت خلف باسم دي كارلو بحسرة، فما عاد لهم فائدة...
نزع لورينزو قبعته عن رأسه واقفا وقفة حداد على سيده، الذي اثبت إليه أنه كان اضعف خلق الرب؛ فالمضحون هم الذين لا يملكون قوة لدفع الشر عن احبتهم وبيلا التي لم تتقبل رحيله اكملت النحيب، لكنه رحل بالفعل وترك لها ما وعدها؛ بعض الذكريات الحلوة والكثير من الحقائق التي ستجعلها تلعنه حتى مماتها...
النهاية
.
.
شكرا جزيلا لكل من وصل لهذه النقطة من الرواية واتمنى من أعماق قلبي انها تركت فيكم بشخصياتها واحداثها مشاعر كثيرة مثل ما تركت في قلبي.
كانت هذه الرواية هي مجرد قصة بخمس فصول أسلي فيها نفسي لكنها اثناء الكتابة انقلبت رغما عني لرواية دسمة فيها مشاعر واحاسيس حياتي كلها ما تخيلت أن عندي القدرة ممكن اكتب مثلها.
واللي خلى هالقصة ليها مكانة فقلبي هي شخصياتها فلأول مرة اكتب شخصيات اكرهها واذوب بغرامها بذات الوقت، فلا بيلا كانت البطلة الطاهرة المعتادة ولا نيكولو كان هذا البطل السام اللي رح يتغير للأفضل لأجل بيلا، كانوا واقعيين، بشر حقيقين ليهم هفوات ونزوات وروح فاسدة، ساعات اختارو الصح وأيام كثير اختاروا الخطأ، منهم اللي كره نفسه وبحث عن الفضيلة ومنهم اللي رفضها ورفض الندم.
في العادة أني ما عندي شغف فعالم الجريمة، اللي يعرفني فأنا دموية نعم لكن بقصص الخيال والدافع اللي خلاني ابتكر نيكولو هي كمية الروايات اللي تمجد فيها بطل العصابات الشرير اللي يقتل بلا حساب وفنهاية الاحداث حب البطلة ليه يخليه ينجوا. بالاضافة إلى كونه بارد ما عنده مشاعر ويحتقر الآخرين وعائلته بيرفكت والاكثر من هذا يقتل اعداد خيالية بنفسه.
فكتبت نيكولو هذا السنيور الإيطالي اللي استوحيته من اشهر مجرمي ذاك الوقت أيام الابيض والأسود، ثيابه عادية ومرتبة كانه واحد من العامة، يدير متجر عادي، يعيش بشقة ضيقة وارباحه المهولة تروح للعيلة والناس اللي تحت سلطة العيلة. البساطة اللي فمظهره والتعقيد اللي فدماغه خلاه فن أحبه لأني عندي ميول للشخصيات الغير مترفة الثراء، أميل لرؤية الجمال فالبساطة اليومية.
ونيكولو هذا اللي صعد لكرسي ابوه الدموي وكان طول رحلته يكافح لأنه ما عنده خيار غير هذا رغم عدم اتزان نفسه الداخلية وتخبطاته اللي خلته يكذب حتى يجرب يعيش حياة عادية وبنفس الوقت ما تخلى عن منصبه.
فنيكولو حبي اله كبر بعدم كونه مثالي رغم محاولته أن يكون هذا الأب المثالي، الصارم والمنضبط لأخواته اللي غالبيتهن اكبر منه. ولأبنه أكيد.
وصار عندي لوحة فنية، عن عيلة فيها لمحات سعادة ولمحات حزن ورغم المآسي اللي يمروا فيها كانوا يرجعوا متكاتفين، مثل أدرينا، داريا وبيانكا والتؤأم وصوفيا.
لكل شخص ممكن يسأل عن سبب رعب نيكولو من الندم؛ في العادة أنا شخصيتي خطوطها متكون واضحة بالبداية بالنسبة الي لكن مع استمراري فكتابة الشخصية ملامحها، طباعها، حدودها ومخاوفها تتشكل عندي كانه هو اللي يقود نفسه، كأنه شخص حي وانا اكتب مذكراته بس، وبهالشكل عباراته وطريقة تعبيره للحب، الكراهية والخ تتكون من تلقاء نفسها.
فصار عندي رجل عبر نقطة اللا عودة من زمان باختياره ان يكون وفي للسنيور والعيلة بعد ما قتل بايده امه وابوه الحقيقين. فهو قتل بطرق بشعة جدا وعذب كثيرين لدرجة انه ما يتخيل لنفسه حياة غير هذه لأنه إذا تخيل لنفسه عيشة غير، ضميره راح يمسك الدفة ومثل ما قال لبيلا وهو مرعوب من الندم، أنه راح يفجر رأسه من قسوة شعوره بالذنب.
عموما نيكولو ابدا ما كان هذا الرجل الصلب من الداخل والخارج مثل ابوه، كان ظاهره صلب وباطنه متخبط ومهزوز وحقيقة كونه مجرد انسان ضعيف اكتشفها في آخر فصلين وكان بالفعل مثل ما قال لورينزو؛ التضحية بالنفس هي سبيل الضعفاء الوحيد لإنقاذ احبتهم.
طبعا هو شخصيته لمن يعيش بالاسم رومان ليها تفاصيل أخرى اتمنى اثرثر فيها لكن اترك هالمساحة الكم.
وكمان بيلا، هذه بيلا اللي فظاهرها سعادة الحياة وشجاعة واستقلال وفباطنها نفس مهزوزة محتاجة تمسك الآخرين فيها وحبهم المستمر. وفي عندي ريكاردو هذا الولد اللي كان اله نصيب كبير من الروح الهشة مثل ابن عمته دانيلو. وعن فايوليت اللي كتمت وجعها ومضت بعد قبلة وحدة حصلتها.
اعقلهم فاليريا راحت شقت طريقها بعيد عنهم XD
الصراحة كل ما اتذكر زواج ريكو وفيفيان اضحك لأني كنت جدا مستمتعة وانا لأول مرة اكتب عن ولد مرعوب من بنت XD
وفي كثير تفاصيل اتمنى لو اكتب بوفرة عنها لكن جمال الرواية بسكوت الكاتب وترك المساحة للقارئ أن يقراها يعيشها باحاسيسه ويفسرها بطريقته الخاصة. وراح اكون جدا مستمتعة بقراءة تعليقاتكم عنها.
وشي ثاني؛ هذا تبرير لنفسي قبل لا يكون لأي احد لأني من اكبر المعارضين على النهايات من هالنوع.
بالنهاية أنا احب شخصياتي بشكل قوي فابكي عليهم وافرحلهم، حاولت قدر المستطاع وبكل الافكار اجمع نيكولو وبيلا للأبد لكنه كان مستحيل ومنافي للعقل وأي نهاية اخرى كنت ابدا مراح أرضى فيها لأن حيصير في ايرور فسير الاحداث والصراحة لو قريت رواية مثل هذه ونهايتها ركيكة رح ارميه للكتاب واقول ان بيلا معتوهة لانها رضيت بواحد مثله.
لأني دايما معتبرة نفسي قارئة مو كاتبة واضيف مواقف ومشاهد كثير بعاطفة قارئ مرهف الاحاسيس على الشخصيات.
لا نيكولو كان رح يرضى يعيش الندم ولا بيلا حتقبل فيه.
فملخص الكلام؛ هذه التوبة XD بعد مستحيل اكتب شخصية فاسدة دموية لان انقاذها صعب XD XD XD
شورطني بعالم العصابات والنفسية، هذه تجربة ومراح تنعاد والله حرفيا شحمة قلبي ذابت من الدموع ومرارتي انفجرت.


اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة