illynaz illynaz
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة

  1. الله اخيرًا فصل🥹🤍

    ردحذف
  2. عقلي طول الفقرات يقول ياربي مين هو نيكولو بعدين تذكرت أن هو نفسه رومان😭

    ردحذف
  3. الكومنت بينهم🤏🦋✨✨✨

    ردحذف

لا تخبروا زوجتي؛ الفصل التاسع




شدت بيلا جانبي معطفها، ليس للتدفئة وإنما لابتداع شيء تلهي به نفسها، فهي لا تفعل شيئا سوى مشاركتهم الجلوس، أما عن فقرة الذعر وابتكار حلول فقد قام بها اسرة دي كارلو بأنفسهم. "ابني الصغير، لابد أنه خائفٌ الآن وهو وحده بعيد عني وعن اخوته" أفرغت كارلينا ما اثقل انفها في منديل وعيناها متورمة من كثرة النحيب على ولدها "إنه حتى لا يعرف الدخول للحمام بنفسه، آه بني سيتعفن الآن هناك وحده" "كم انتِ أمٌ خائبة يا كارلينا كيف لكِ أن تنسي في كل عطلة نقضيها ابنا من ابنائك! أقسم أنها المرة الأخيرة لكِ معنا، العطلة القادمة سأبقيك لتتعفني في المنزل!" وبختها صوفيا وهذه ليست الأولى فمنذ اللحظة التي ابلغتهم كارلينا بنسيانها ابنها وصوفيا لم تدع لها متنفسا. "هل تنسين تناولك للطعام؟! هل تنسين أن تشربي الماء؟! لا! إذا كيف لكِ نسيان ولد صغير بل والأسوء أنه لا ينطق، فكيف سيخبرهم أن أمه الخائبة تركته خلفه" مدت بيانكا المزيد من المناديل لكارلينا وتوسلت صوفيا أن تخفض صوتها وتكف عن الصياح بهم "صوفي، إرحمينا! المرأة قد علمت ذنبها ثم وأي ألم تريدنها أن تشعر به أكثر من فقدانها ابنها!" تحققت بيانكا من الممر ثم همست من تحت أسنانها بحدة "ثم كفي عما تفعلينه! وانتِ يا كارلينا اقلعي عن البكاء فنيكولو جالس واعصابه حامية!" وكزت داريا كتف بيلا وقالت "إذهبي إلى جواره يا ميرا وحادثيه فلا ينفجر علينا" "ماذا عساي افعل له؟" سألت بيلا. "ما أدراني، أفعلي أي شيء كي ينسى أن له اختا تدعى كارلينا" "ولما قد تذهب إليه؟" تدخلت صوفيا "أنا من سأذهب لمحادثته كي تهدأ أعصابه فهو أخي وأنا أعلم بمفاتحه" همت صوفيا بالخروج لكن بيانكا وكارلينا قامتا بجرها والفتيات الكبيرات استحلفن خالتهن ألا تقترب من خالهن، فصوتها وحده يفلق الحجر لنصفين من شدة صخبه. نهضت بيلا مجبرة، بسبب الحاحهن المستمر وبخطى متضايقة، هي ذهبت لحيث يجلس نيكولو، وتذمرها ليس كرها بنيكولو إنما لعدم امتلاكها أي عواطف تجاهه قد تذللها لمواساته والشعور بحجم مصيبته. ولجت للحجرة حيث يجلس نيكولو، ملقيا ساقا على الأخرى وقدمه لا ينفك عن هزها، لكن بوتيرة غير سريعة وأسنانه كانت مشغولة بقضم إظفره متأنيا، ومن النظر لعينيه التي تتأمل ما يوجد خلف النافذة بدى كما لو أنه ضائع عن واقعه، غارق بأفكاره. "ميرا!... آه أعني سنيورة .. أعني أمي" ارتبك ريكاردو واطفئ سيجارته ثم أغلق النافذة ونيكولو الذي كان شاردا، قد استفاق وانتقل ببصره لبيلا الواقفة عند باب الحجرة. "ميرا تفي بالغرض، رغم أني لستُ معتادة بعد على استعمال هذا الجزء من اسمي" استندت بكتفها ضد الاطار واصابعها لم تكف عن العبث بزر معطفها. "تحدثنا في هذا سابقا يا ريكاردو" قال نيكولو منبها ابنه على الاتفاق بينهما "ستناديها بما يليق بها فهي الآن بمقام والدتك" "لا ترغمه على ما يثقل عليه، هو لديه أم واحدة ولن يأخذ أحد لقبها ومكانها بالتأكيد. ثم إن عمره مقارب لعمري، فلا يوجد فرق كبير، يمكننا أن نكون أصحابا" تبسمت بيلا لريكاردو كي لا يخشاها ويمقتها كما يمقت الأولاد زوجة أبيهم. "لن تسقط الألقاب يا ميرا، فبسقوطها يضيع الاحترام" هزت ميرا رأسها نافية لا تأيده في رأيه وريكاردو لم يستطع التفكير بخيار سوى طاعة والده، فنظرة واحدة منه جعلته يقطع وعدا على نفسه أنه لن ينزع كلمة أمي من لسانه. لاحظت بيلا خضوع ريكاردو لأوامر والده وفي نفسها أشفقت عليه، فهي ولا إخوتها كانوا من هؤلاء الخاضعين لوالديهم، بل كل واحد منهم شق طريقه وعادى الجميع انتصارا لمعتقداته. لذا هي عزمت أن تظهر لريكاردو الرحمة والمودة حينما يكون والده بعيدا. لكن نواياها الساذجة بالشفقة على هذا الولد المكبوت ليفتح قلبها جعلتها تغفل عن الاشارة التي قام بها الوالد لابنه فنهض الآخر وغادر المكان. "هل ستذهب بالفعل؟ لقد كنا نتحدث" قالت بيلا ترغب بايقافه كي يقلع عن المغادرة ويكمل عمله بالبقاء كفرد ثالث بينهما عوضا عن الشيطان الذي سيجلس بينهما لا محالة. "سأذهب لتفقد عمتي كارلينا" "لكن..." توسلته بيلا بعينيها ألا يغادر لكنه فعل فبقيت هي وحدها مع هذا الرجل وتمنت حينها لو يضيع ابن آخر من ابناء كارلينا فيقاطع عليه خلوته بها. "ميرا ألن تجلسي" "آه؟ بالطبع" عانقت معطفها وذراعها ملتفة حول صدرها، تقدمت بخطى متيبسة وهمت بالحفاظ على مسافة أخلاقية والجلوس أمامه لكن نيكولو شتت فكرتها لما مد يده. استغربت بيلا وامتدت اصابعها لتطول يده فيسلمها ما يخفيه في قبضته. لكنها لم تحصل على شيء يؤكل أو يلعب به بل حصلت على مكيدة أذهبت لها عقلها، إذ وجدت نفسها تجر من يدها لتستقر في نهاية المطاف جالسة في آخر مكان من الممكن أن تتمنى الجلوس فيه. اتسعت عيناها من هول الصدمة وهمت بالنهوض لكنه وبخفة حركة توغل باصابعه بين اصابعها وجعل يديها عالقة خلف ظهرها مما دفعها لتميل إليه مجبرة. "نيكولو!" همست بخوف وخوفها لم يكن ممن سيراها هكذا بل من سرعة وخفة حركته التي جعلتها عاجزة عن الفرار. "تؤ، ألم نتفق أنه رومان" "إذا رومان! ما الذي تفعله؟!" "يمكنك تسميتها محاولة مثيرة للشفقة للحصول على بضع ثواني كي أتغزل بك" تركها معقودة اللسان أمام لباقته في الحديث والتي لم تكن مناسبة إطلاقا لهذا الوضع الخادش للآداب العامة وتمنت بيلا حينها لو أنها اختارت أن تعيش حياة عفيفة في الدير عوضا عن الزواج.

"ليس هنا أمام الجميع! جدتي الطائشة نفسها لم تتجاوز الحدود هكذا مع جدي" تبسم نيكولو وكيف لا يتبسم مما قالت لكن ما جعله يستمتع أكثر هو رؤيتها وهي تناضل للخلاص منه كخروف يناطح للفرار من سكين جلاده "إن ما تفعله غير أخلاقي وخادش للحياء. لحيائي أنا" ناقشته نعم ظنا منها أنها ستصل لنقطة تجعله يعدل عما يفعل لكنها وعن طريق الخطأ أوصلته لمستوى أعلى في الدناءة، إذ وجدت نفسها في اللحظة التالية ملقية على القماش المخملي أسفلها، وعن السقف فوقها فقد حجبته هيئة وجهه. "ء.. ء.." رف جفناها من هول صدمتها فهذا الرجل جعلها تعيش شعورا مألوفا، ففي طفولتها المبكرة قد أوقعها شقيقها الهارب من المنزل على ظهرها وما أسفلها كان تربة قاسية فجربت لأول مرة شعور السقوط وأسمته الطيران قصير المدى. وها هي الآن قد أعادته مجددا، ذلك -الطيران قصير المدى- لكن باختلاف الزمان والمكان، فهي لا تشاجر أخا لها بل رجلا غريبا، يملك في اصبعه خاتما يعطيه صلاحيات كثيرة وما أسفلها لم يكن تربة قاسية وإنما قماش مخملي أحمر. ومن خلف رأسه هي شاهدت عبر النافذة القطار يتوقف في محطة ليستقر أمام الراكبين الجدد وعن طريق الصدفة كان هناك صبي جالس على كتفي والده قد لمحهما وصُعق مما رأى. ضربت بيلا كتف نيكولو تدفعه عنها وقد كررت بذعر أن هناك صبيا رأهما فحررها نيكولو وهي فرت منه هاربة ويدها على فمها من شدة خزيها مما حدث. لكن وبعد فرارها انتهى بها الأمر واقفة، بين اخوات نيكولو الستة والبالغون من ذرياتهم خارج القطار ومن من المفترض أن يكون زوجها، واقفٌ يودعهم وإلى جواره حقيبة جهزتها صوفيا لأجله. ومهمة تجهيز الحقيبة لم توكل لبيلا لجهلها بمهامها إنما وكلت لصوفيا التي نظمت فيها كل ما يحتاج من ثياب. "نيكولو، انتبه على نفسك جيدا ولا تنسى إعطاء ولدي الكعك إن شعر بالجوع، فهو يحبه" "حاضر لن أنسى، هيا ادخلن قبل أن يتحرك القطار" ودعهن وهن هممن بالعودة فنادى نيكولو على اخته الكبيرة "صوفي" "ماذا؟ هل تحتاج شيئا؟ أنسيت وضع شيء في حقيبتك؟" سألته بتوتر ونيكولو مسح على ذراعها كي تتمالك أعصابها "لا لم تفعلي، إني فقط أذكرك ألا تضغطي عليهن فهن في عطلة يا صوفي" "وهل تراني وحشا لأخيفهن؟" "لا لستِ وحشا لكن الرحمة بالضعفاء شيء جميل" تبسم نيكولو لأخته وصوفي همت بتذكيره أن لا يهمل نفسه، وينتبه على تغذيته فأشار لها أن تعود ولا تتأخر. كل هذا حدث أمام عيني بيلا التي شعرت بنفسها مجرد قطعة زائدة في حياة هذا الرجل. فما به يبحث عن زوجة وهو له هذا العدد من الأخوات، اللاتي يمتلك معهن كيمياء ككيمياء الأزواج المُسنين المتفاهمين. همت بيلا بالصعود للقطار قبل صوفي فنادى عليها، يرغب بتوديعها وداعا فيه عاطفة أشد، لكن صافرة القطار قد هز صفيرها المحطة وما حولها، فلم تسمعه إنما عادت أدراجها لمكانهم وهناك أبلغتهم صوفيا أنها ستأخر ساعة وجبة الإفطار وذلك بسبب الظروف التي لم يتوقعها أحد. ولجت بيلا لغرفتها كما ولج الجميع لمكانه وحدقت بالسرير وما عليه من شرشف مبعثر وتنفست الصعداء. نفضته ثم غيرت ثيابها لمنامة واستلقت تتأمل السقف، إلا أن تأملها قد طال وقته لتدرك أنها عاجزة عن النوم بسبب عجزها هي رهبتها مما سيحدث عندما سيعود ذلك الرجل. فما حضيت به مجرد وقت استراحة وستنتهي قريبا. اعتدلت بيلا من استلقائها لما سمعت الطرق على الباب ولما فتحتها وجدت ابنة كارولينا المدعوة بفاليريا واقفة وفي يدها زجاجة ماء ووجبة من الخبز المدهون بالزبدة "لابد أنكِ تشعرين بالجوع والعطش فنحن خرجنا بلا عشاء" "آه، شكرا جزيلا يا... هل كنتِ فيوليت؟" "لا بل فاليريا، إن فيوليت هي أختي الاصغر مني" "المعذرة، لازلت أحاول حفظ اسمائكم" "لا بأس، تفضلي خالتي ميرا" "خالتي؟" "نعم خالتي، ألستِ زوجة خالي الآن" تبسمت بيلا ثم أشارت برأسها تدعوا فاليريا للمكوث إلى جوارها الليلة "إني معتادة على مشاركة السرير مع ابنتي اختي والليلة إني حقا احتاج لمشاركته مع احد" "هل انتِ حزينة على رحيل خالي؟" "آه؟ ب.. بالتأكيد. ولما لا أفعل" هزت بيلا كتفيها مُدعية الحب والاخلاص كما لو أنها ولهانة به وهذه المشاعر لابد لهم من تصديقها فلما قد يثقون بامرأة من بلدية صغيرة اتصلت على رجل من العاصمة كي يأتي راكضا ويتزوج بها. تناولت بيلا ما جلبته الفتاة الشابة من طعام ثم تجاورتا في الاستلقاء أسفل نفس الغطاء، أي نعم شعرت فاليريا بالتيبس في بدنها من شدة الغرابة فهذه الخالة كما قالت جديدة في دخول هذه العائلة لكنها شفقة بها سايرتها. "إن لكِ شعركِ جميل يذكرني بشعر ابن اختي، كان ذهبيا مثلك"

"تعنين تلك الفتاة الصغيرة؟ لقد كانت ودودة وأعارتني حينها جزمتها لما أردت التجول في المزرعة المجاورة... لقد كانت أول مرة لي أرى فيها بقرة" اراحت فاليريا وجنتها فوق يدها ومن استرسالها في الكلام شعرت بالراحة إلى جوار بيلا. "لقد كان لدينا بقرة في السابق لكننا قمنا ببيعها قبل أن ندير النزل"

"وهل حزنتي عليها؟ إن لي هرة ولا يمكنني تخيل نفسي أتخلى عنها"

"بالطبع حزنتُ ومن بعدها رفضت النظر لأي بقرة، وعن الهرة فأين تركتها؟" قامت بيلا بأكثر شيء تجيده، ألا وهو الثرثرة وما قامت به من ثرثرة جعلها تشعر بالقرب من الفتاة اليافعة. "عند أمي الروحية، آمل أنها بخير الآن" تنهدت فاليريا ثم نطقت أخيرا بأول سؤال أرادت سؤاله من البداية "سامحي فضولي لكن لا أمي ولا خالي ينطقون بحرف فوددتُ لو أعرف منكِ، هل تعرفين خالي منذ زمن؟" تعجبت بيلا من سؤالها وقالت "على الإطلاق، تعرفت عليه لأول مرة عندما جاء للبلدة ومكث لدينا في النزل" "وكيف التقيتما؟" وجدت بيلا في عيني فاليريا الفضول يلمع فأشبعت فضولها ودون شعور منها تبسمت فما حدث بينهما لأمر لطيف يشبه حقا القصص التي تستمع إليها. "لقائنا كان صدفة كالمطر في شهر تموز، ذهبت لمكتب البريد وهناك رأيته أول مرة وقد كان التعب والإرهاق جليا عليه فأين عساه يجد فندقا في ليلة ممطرة كتلك" هزت بيلا كتفيها وكمراهقة متفلتة العواطف حكت لفاليريا عن الوقت القليل الذي جمعهما وبالطبع هي ابقت جزء هجر حبيبها لها سرا لنفسها. "خالتي ميرا" "نعم؟" "كيف تمكنتِ من حب رجل ولم يجمعكما سوى بعض الأحاديث؟" لا احبه... أرادت بيلا اجابتها لكنها احتفظت بابتسامتها واكملت مسرحيتها التمثيلية دون التخلي عن دورها "ماذا يمكنني أن أقول، إن لخالك جانبا قادرا على جذب اهتمام النساء" "وماذا عن جانبه الآخر؟" "ماذا؟" سألت بيلا لكنها لم تحضى بجواب إذ دقت كارولينا والدة الفتاة وحالما رأت فاليريا مستلقية إلى جوار بيلا تنهدت براحة "لوهلة ظننتكِ ضعتِ كابن خالتك" "المعذرة نسيت ابلاغكِ أني سأنام هنا" "لا بأس، هيا نامي ولا تزعجي المرأة" "إنها لا تفعل" "عمتما مساءً" أغلقت كارولينا الباب وفاليريا قررت أنها لابد من أن تنام فقالت "خالتي ميرا، إذ لم ننم الآن لن نتمكن من الاستيقاظ في موعدنا وستغضب خالتي صوفيا منا" "حسنا" راقبت بيلا فاليريا وهي تستلقي مولية ظهرها لها كي تنام، لكن بيلا لم تستطع النوم أيضا ففي رأسها قد علق سؤال هذه الفتاة عن إن كانت تعرف جانب نيكولو الآخر. وماذا من الممكن أن يكون جانبه الآخر؟ فبالنهاية هو لا يمكنه أن يكون رجلا قد امتهن القتل أليس كذلك؟




عن الكاتب

إليناز كاتبة سابقة في تطبيق الواتباد و لي من الاعمال الكثير اشهرها الجميلة و الوحش في الشقة المجاورة, القرية خلف سكة الحديد و روميو و الوحوش في السرداب كذلك قصص سابقة مثل الغراب و الرداء الاحمر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

illynaz