illynaz illynaz
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة

  1. انعدام كرامه عندها كبير تحتاج تعنفها أمها اكثر😭😭😭

    ردحذف

لا تخبروا زوجتي؛ الفصل الخامس

 



"بيلا، بيلا توقفي! استحلفك بالله أن تتعقلي ولا تذهبي إليه!" 


نادت عليها صاحبتها لكن بيلا لم تفعل وبخطى مسرعة هي خرجت من منزلها قاصدة المدرسة، حيث يعمل ماتيو، في البداية كانت خطواتها متباعدة لكنها احست ببعد المسافة وطول الطريق فباشرت بالعدو غير آبهة بتنورة ثوبها التي تطايرت أو كعبها النظيف الذي لن يتمكن من خدمتها بعد هذا النهار. 


كلها رغبة بالصراخ عليه، كلها رغبة بالصفح عنه إن توسلها وطلب الغفران منها.


اقتربت من المدرسة بخطى منهكة من الجري لكنها حالما رأته واقفا عند البوابة يودع طلابه تذكرت غضبها فاندفعت نحوه وضربت الدعوة ضد صدره "ما هذا يا ماتيو! قل لي حالا ما هذه الدعوة!" 


"بيلا؟! آه بيلا من فضلك سوف أشرح لكِ" 

"وكيف ستشرح لي! ألا حياء لك! بعد سبع سنوات من المواعدة احصل على هذه الهدية التي لا يستحقها أحقر أهل الأرض!" 


"بيلا لا تصيحي بي فالناس ينظرون!" 


"الناس ينظرون؟ دعهم ينظرون فلو لم اغضب الآن سأبدوا كالغبية لاحقا أمامهم فبيلا لا روس قد تخلص منها خليلها بعد أن تسكع معها وقلبها لسبع سنوات كاملة!"

 

"بيلا انا لم المسك خلال المدة تلك ولم اتجاوز معك حدي إطلاقا، ثم نحن كنا كالصديقين فدعينا ننهي هذا كالصديقين"


"كالصديقين؟ وهل كنا اصدقاء من الأساس!" زمجرت وقبل ان تغرز اظافرها بوجهه كي تشوهه هي تراجعت عنه وبطشت بضرب الأرض تحت كعبها، في محاولة واهية لتمالك نفسها قبل أن يفسد الوضع اكثر من هذا. 


التفتت نحوه بقهر واشتكت منه فالحزن لم يكن جليا عليه كما هو متجلي في كل جزء منها "إنك حتى لا تحاول أن ترمم الوضع وتخبرني أن هذا كله مجرد دعابة سخيفة منك لتجعلني أغار عليك!" 


"بيلا من فضلك لا تصعبي الأمر علي اكثر، إنها رغبة والدتي" 

"رغبة والدتك؟ ماذا عن رغبتك انت!" 

"إن رغبتي من رغبة أمي وأنا لا يمكنني كسر كلمتها" 

"فتكسر قلبي؟" 


تلألأت عيناها بستار من الدموع وبمحاولة واهية منها للنبش عن عاطفته تجاهها، هي تقربت منه غير آبهة بانعدام المسافة بينهما، حدقت بعينيه التي كانت تعج بالندم وبحثت عن يديه لتضعها على وجنتيها غير مبالية بالرعشة التي راودته، وتلك الرعشة التي راودته ليس شغفا بها إنما خوفا من والدته التي من الممكن أن تمسك بهما في أي لحظة.


"أرجوك ماتيو، انت لا يمكنك فعل هذا بنا بعد كل ما مررنا به، كيف لك أن ترمي هذا العمر وراء ظهرك" 

"أنا.. أنا.. أنا آسف يا بيلا" 


"انت آسف؟ هذا فقط؟" هزت بيلا رأسها رافضة تصديق ما يقول واستحلفته أن لا يلقي بها بهذه الطريقة القاسية، حاول ماتيو حينها جاهدا اقناعها أن والدته من المستحيل أن ترضى بها وهو لم يعد قادرا على كسر كلمتها اكثر من ذلك، فعرضت عليه بيلا أن تبقى عشيقة له حتى بعد أن يدخل الخاتم في اصبعه.


"إن كانت رغبة والدتك هي ربطك بامرأة لا يهواها قلبك فلها ذلك وكلما سئمت عُد إلي وأنا سأنتظرك بإخلاص، فأنا أعلم أنك لن تقوم بخيانتي ولو علقت مع امرأة في غرفة واحدة"


لكن لسوء حظ بيلا والدة ماتيو قد سمعت بأمر عرضها السخي هذا لإغواء ابنها فردت عليها بلطمة تعيد لها رشدها، بالطبع لم تتوقف مفاجآت السيدة والدة ماتيو عند هذا الحد إذ اصرت على الصياح واسماع الجميع بفضيحة بيلا التي اسود وجهها واسود وجه عائلتها..


وكل ذلك في سبيل أن تظفر ولو بظُفر خليلها العزيز.


لذا وكرد فعل طبيعي يحدث في هكذا مواقف عصيبة اغلقت بيلا الباب على نفسها في غرفتها وانزوت لتختلي مع خيبة أملها بعيدا عن الجميع. فلقد أعلن عن خسارتها الساحقة أمام الملأ.


وهل عارض أحد تصرفها؟ بالطبع لا. فلقد اعتبرت والدتها هذا اكثر قرار حكيم من الممكن ان تتخذه ابنتها وهكذا انقضى اسبوع بيلا الأول وفي أول ليلة من اسبوعها الثاني سمعت صوت دق على بابها فقالت غير مبالية "تفضلِ" 


تنهدت بتعب حالما سمعت صوت مقبض الباب يدار لذا هي رفعت صوت المسجل خاصتها كي يغطي الممثل على صوت والدتها فلا تسمع المزيد من الاهانات. 


"آنسة ميرا؟" 


اتسعت عينا بيلا ورعشة رعب سرت في انحاء بدنها مصيبة ركبتيها بالشلل، رفعت رأسها عن وسادتها والتفتت لضيفها الغير متوقع. 


"سير رومان!" 


اخفضت صوت المذياع على الفور ثم سحبت الغطاء كي يستر ساقيها المكشوفة إذ أن منامتها ارتفعت لفوق ركبتيها من كثر عدد المرات التي تقلبت فيها. 


"ه.. هل حضرتك يحتاج شيئا؟ غداء؟ تغير شراشف أم أخذ ثيابك للغسيل؟" تلفظت بسرعة بينما تربط شعرها للأعلى لتبدوا بمظهر افضل بقليل من كلمة مزري. 


"بل احتاجك" 

"م.. ماذا؟" 

"احتاجك لنلعب التنس" 

"هاه؟" 


كشف عن مضربي التنس من خلف ظهره وهي عقد لسانها من صدمتها، لدرجة أنها نسيت أمر الاتفاق الذي عقداه الأسبوع الماضي. 


في اللحظة التالية وجدت بيلا نفسها تلحق بظهر رومان الذي كان يتسلق السلالم مسرعا أمامها قاصدا السطح وهي خلفه تعقد حبل رداء يستر ثوب نومها وفي قدميها نعل منزلي. 


"سير رومان أيوجد عاقل يلعب التنس في السطح؟!" 

"لا يوجد حديقة في النزل فماذا عسانا نفعل؟"


فتح رومان باب السطح كاشفا عن مساحة واسعة قد زُرع في حوافها زرع مزهر، وفي ركن آخر عقدت حبال الغسيل حيث ثياب الأسرة والنزيل معلقة من نهار أمس. 


"سير رومان لا أظن أن اللعب هنا فكرة جيدة" 

"فقط حاولي ألا تسقطي الكرة فمن عساه سينزل هذه المسافة لاسترجاعها" 


ضرب رومان الكرة مجبرا إياها على اللحاق بها فهي بالتأكيد لن تدعها تسقط فتضطر حينها للنزول ومواجهة والدتها، فاختباءها لم يكن سوى محاولة منها للهروب من مواجهة أمها التي بالتأكيد ستذكرها بعدد المرات التي كانت محقة فيها بشأن ماتيو.


ضربت بيلا الكرة لترتد فتذهب بعيدا، فزعت من طيش ضربتها وغطت فمها بكلا يديها خشية أن يفقد رومان الكرة لكنه وباللحظة الأخيرة تمكن من ردها لها ولو لم يفعل لكان مجبرا على نزول جميع الطوابق والبحث عنها. 


ضربة تلتها أخرى كانت كفيلة بجعل بعض من الحمل الثقيل يهبط من على صدر بيلا التي سألته ريثما يلعبان "انتظر، من أين لك بعدة التنس هذه؟ لما اشتريت واحدة وقد كان بإمكاني استعارة زوج مضارب من صديقتي؟" 


"ونظل مرتبطين بدين ثقيل كهذا؟ إن هذه العدة ملك لنا ونحن احرار باستعمالها في الوقت الذي نريده" 


ضربها لكن بقوة هذه المرة فركضت بيلا بسرعة كي تمسك بها وحالما ردت الرمية له سألته باستغراب "لما تتحدث بصيغة نحن كثيرا؟ هذا نوع جديد من ألفاظ الاحترام؟"


"لا بل ببساطة أعنيك انتِ وأنا" التقط رومان الكرة بيده هذه المرة ومررها من يد للأخرى "لا داعي لأن تحملي كلامي معاني أخرى فأنا واضح في قولي، قد نويت جمع اسمك باسمي وليس اضافة احترام لحضرتك وحضرتي" 


قطبت بيلا حاجبيها مستنكرة من افراطه في الحديث على غير عادته إذ تقدم نحوها دون اغلاق فمه أو اراحة لسانه كعادته "وإن كنت راغبا باطلاعك على ملاحظة أخرى تخصني فإني مولع بكل ما ينهكني، مثل الرياضة واكثر رياضة تستهويني هي الملاحقة" 


ألقى بالكرة عاليا ثم عاود التقاطها "كملاحقة الكرة، أو كملاحقة الصيد في موسم الصيد" 


"وهل انت تصيد؟" 

"إنه من هواياتي المفضلة"

"هذا وحشي للغاية" 


قطبت بيلا حاجبيها باشمئزاز "كيف لك ان تمضي في حياتك مرتاح البال ولديك رصاصة انهت حياة حيوان بريء" 


لمحت بيلا زاوية شفته قد ارتفعت في ابتسامة خافتة، لم تكن بالمستهزئة أو المستنكرة إنما أخرى اشعرتها أن كل ما تتلفظ به مقبول ومحبب إليه. 


"ميرا، لقد كنتُ رجلا متزوجا في السابق" 

"هاه؟" 

"انفصلنا قانونيا قبل عشر سنوات ولي منها ابن واحد" 

"مهلا، انتظر لحظة، هذا كان غير متوقعا" 

"املك بناية ذات خمس طوابق اقطن فيها مع سمكتي وفي نفس الشارع يوجد متجر القصابة الذي أديره" 


قطبت بيلا حاجبيها بحيرة وهزت رأسها غير قادرة على فهم حرف مما يتفوه به لذا هو قرر أن يوضح لها نيته بصراحة فقال "أخبركِ بهذا كله لأني أود الزواج منك" 


تجرعت بيلا حلقها مما تفوه به، فهي لم تكن سعيدة أبدا إذ أن هذه الكلمة لم يلفظها الرجل الذي تريده، إنما لفظها شخص آخر هي بالكاد قد لاحظته. 


"أ... أنا.. لا أعرف حقا ما أقول فحضرتك قد اخفتني، أعني متى حدث هذا كله ومن أين آتى عرضك فجأة هكذا... نحن حتى لم نتسامر لما يزيد عن الثلاثين دقيقة!"


"أعذريني لكن هذه افضل طريقة قد خطرت لي فموعد انتهاء عطلتي قد اقترب ولا املك من الوقت الكثير كي أحوم حولك أو أدردش مع حضرتك اكثر" 


"ستغادر؟" 

"نعم" 


اشاحت بيلا بصرها عنه وحدقت بأسطح البيوت المجاورة لنزلهم، لا تدري بما تجيبه وهي في داخلها قد احست بوخزة حزن لما علمت باقتراب موعد سفره. 


"أنا لا أعرف بماذا اجيبك سير رومان" 

"جوابك هذا اسعدني بالفعل"

"كيف؟" 

"قولك هذا معناه أنك لم ترفضي الفكرة من أساسها ميرا" 

"لكن من الممكن أن اقول لا" 

"ومن الممكن أن تجيبي بنعم"

 

"قل الحقيقة هل هذه لعبة منك للعب بمشاعري؟ فأنا ابدوا مزرية الحال وبالتأكيد علمت بشأن خسارتي الشنيعة" 


"ميرا القطار خاصتي سيتحرك في الغد وإلى ذلك الحين سأنتظر منك جوابا" 


"ستغادر غدا وتنتظر مني جوابا؟! سير رومان بالتأكيد قد فقدت صوابك بسبب افراطك بتناول كرشة الخروف التي تعدها أمي. عن إذنك أنا عائدة لغرفتي!" 


ختمت ليلتهما بكلمة واحدة لكن ليلتها هي لم تنتهي إذ أنها ظلت تفكر بما عرضه عليها، لم تكن افكارها حول هل أوافق أو ارفض إنما حول متى تمكن من الاعجاب بي في هذه المدة القصيرة؟ 


فكيف له أن يطلب شيئا مقدسا كهذا سيربطهما للأبد والفرصة لم تسنح لهما أبدا بالتعرف على بعضهما..


سنيور رومان في النهاية لم يكن غاية في قلب بيلا لذا هي لم ترى فيه جمالا أو حسنا يرضيها، أي نعم له أخلاق حسنة لكن انعدام الحب تجاهه جعله في نظرها مجرد رجل عادي كأي رجل قد تصادفه في الطريق. 


"آه منك يا ماتيو، هل انتَ سعيد بفعلتك الآن؟ رضيت بحكم والدتك وحرمتني وإياك من وضع رأسنا على وسادة واحدة" 


"يا ترى كيف حاله الآن وهل يسأل عني؟ بالتأكيد هو لن يتخطاني بهذه السهولة وذكراي ستظل طيفا يلاحقه" 


"لاحتفظ ببعض الإيمان، ماتيو بالتأكيد لن يقع في غرامها وبعد مدة سيتخلص منها ويعود إلي راكضا" 


حادثت بيلا نفسها ترضي كبريائها، وفي نهار اليوم التالي هي استمرت بحبس نفسها داخل جدران غرفتها الأربع، افاقت من نومها في آخر ساعات المساء وحالما ألقت نظرة للحائط على يمينها تذكرت أمر سير رومان وعرضه المريض. 


عزمت على الخروج والعودة لروتين حياتها فغسلت الأطباق ومسحت الأرضيات وبينما هي تعمل أبلغها شقيقها آدم أن تنظف غرفة سنيور دي كارلو التي عادت مجرد غرفة نزل فارغة. 


ولجت بيلا لغرفته وقلبها متضايق، أي نعم هي نظفتها لكن بلا نفس وكختام لعملها استبدلت الشراشف بأخرى جديدة وريثما كانت تنفض الوسادة سقطت منه ورقة مطوية فالتقطتها بيلا. 


تعجبت من كونها رسالة قصيرة المحتوى تحمل في داخلها عنوان بريد سنيور دي كارلو في العاصمة والى جواره رقم الهاتف وكتب تحته أنه سينتظر منها جوابا لعرض ليلة البارحة. 


"يا له من رجل مريض" 





عن الكاتب

إليناز كاتبة سابقة في تطبيق الواتباد و لي من الاعمال الكثير اشهرها الجميلة و الوحش في الشقة المجاورة, القرية خلف سكة الحديد و روميو و الوحوش في السرداب كذلك قصص سابقة مثل الغراب و الرداء الاحمر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

illynaz