illynaz illynaz
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة

  1. تعريف الرياضة عند رومان: قتل البشر✨💀

    ردحذف

لا تخبروا زوجتي؛ الفصل الرابع




 رن الجرس فوق باب النزل، معلنا عن انفتاح الباب وآدم مدير الفندق لم يكلف نفسه عناء إنزال جريدته من أمام عينيه، لعلمه التام بأن القادم فرد من أفراد العائلة وليس بنزيل جديد، لكن هذه المرة قد خاب أمله واهتز جيبه فرحا حالما سمع صوت رجل يحمحم مطالبا بأن ينتبه إليه أحد.


سأله النزيل الجديد عن غرفة متاحة وآدم قد وفر له كل ما يحتاجه بل ونادى على ابنه، كي يحمل حقيبة السيد ويأخذها لغرفته، وذلك النزيل الشاب قبل أن يتبع موظف الاستقبال عاين النزل فاحصا إياه ثم استقر بصره على رومان الجالس في مكانه المعتاد يتناول غداءه. 


عدل النزيل الجديد قبعته ثم تسلق السلالم صعودا لغرفته ومن بعد رحيله انزل رومان ملعقته فلقد انهى حساء العدس خاصته وطبق كرشة الخروف الذي كان ملفوفا حول الأرز. 


"اوصل سلامي وشكري للسيدة لا روس فلقد فاقت توقعاتي وجعلتني اعجب بكرشة الخروف مجددا" 


تبسم السير رومان للمدير آدم "إني عائد لغرفتي وآمل ألا يزعجني أحد فلقد حان موعد تماريني الرياضية" 


أومئ آدم وراقب رومان في صعوده السلالم للأعلى عائدا لغرفته، تعجب في نفسه واستنكر الهدوء الذي يتمتع به هذا الرجل كما لو ان الدنيا بخير والجميع اغنياء لا يشوبهم مرض ولا سقم. 


"لربما هو مختل لكن حتى المختل سيتقزز من الكرشة التي تعدها أمي" تمتم آدم في نفسه. 


في الأعلى أدار سير رومان مقبض باب غرفته وولج إليها بطبيعية دون فزع من النزيل الشاب الذي ينتظره فيها بينما يعاين التحفيات الخزفية الموضوعة على الأرفف. 


"أمل أن هذه الزينة ملك للنزل وليس ملكا لك" أعادها النزيل الشاب ونزع قبعته كاشفا عن شعره الأصهب. 


رفع رومان حاجبه وكل اهتمامه منصب على ذلك التمثال الذي وضعه الشاب في مكان غير مكانه وفي اتجاه غير اتجاهه. 


أما في الأسفل فلقد رن الجرس مجددا لكن هذه المرة لم يحمل بشرى قدوم نزيل جديد بل كانت بيلا قد عادت من عملها التطوعي في المدرسة ومجددا الخيبة هي كل ما كان يعتريها. 


وكإضافة جديدة هذه المرة هي ذرفت دموع اليأس من حبيبها ومن بين شهقاتها هي التقطت مئزر المطبخ وباشرت بغسل الصحون فمن غيرها سيفعل هذا. 


"آدم ما هذا النحيب؟" سألت والدته وقد خرجت من المخزن ومن ثيابها تفوح رائحة المخلل فبينما كانت تعد المزيد هي اكلت الكثير. 


"ومن عساه يكون غير ابنتك، انها في المطبخ تغسل الأطباق" فرد آدم جريدته بملل من طباع اخته المعتادة واكمل القراءة غير مباليا بوالدته التي ولجت للمطبخ خائفة على ابنتها. 


"بيلا، يا بيلا ما بالك؟! متأكدة أن جميع من في النزل سمع صوت نواحك!" 

"دعيني يا أمي ولا تزعجيني، تتحدثين كما لو أنه يوجد مخلوق هنا من الأساس! آه من اخي ومشروعه الغبي الذي حبسنا به! تبا له وتبا لي أنا التي وافقت على العمل هنا تحت امرته!" 


اشتكت بيلا وتذمرت بلا توقف فدحرجت والدتها عينيها بضيق من عادتها السيئة هذه، إذ أنها كلما اغلق في وجهها باب لعنت حياتها ومشروع أخيها التجاري. 


"ذهبتِ لماتيو ذاك مجددا؟" توقفت بيلا عن الشتم وعاودت النحيب بيأس من حضها.


 "وبالتأكيد حاولتِ اقناعه بالزواج منك مجددا" 


"أنا في حالة سيئة بالفعل فلا تضغطي عليَّ اكثر من ذلك، ألا ترين دموعي؟" 


"بل إني لا أرى كرامتك، يا معتوهة كم مرة اخبرتك أن تتوقفي عن طلب الزواج من ذلك الغبي!" 


"توقفي! لا اسمح لك بنعته بالغبي، إن ماتيو رجل صالح" 


لم تلبث بيلا ان انهت جملتها الا وقد ابهرتها والدتها ببصقة لطمت وجهها "اعذريني فقد نسيت ان انعتك بالغبية انت الأخرى!" 


ارتفعت يد والدتها لتمسك بحزمة من شعر ابنتها منعدمة الكرامة التي تلاحق ذلك المعلم المدلل منذ سبع سنوات كاملة وفي تلك المدة قد عوقبت مرات عديدة ونهرها آدم مرات عديدة أيضا لكنها وفي كل مرة تجري إليه لاهثة ثم تعود لتغسل الأطباق باكية. 


"ألا تفهمين! قولي لي ماذا عساي قد افعل اكثر من ذلك كي تفهمي ان ذلك الرجل لن ينفعك بل انه لا ينفع نفسه من الأساس!" 


"أمي أرجوكِ لا تظلميه، إنه طيب ويحبني بشدة، إنه غير قادر على نزع عينيه من علي لكن العيب من أمه فهي من تقف في طريقنا وتبعده عني" 


"هذا لأنها امرأة فهيمة! أي أم سترضى بتزويج ابنها من فتاة لا مشغلة لها سوى تضيع نهارها باحلام حول رجل" ضربتها والدتها وجرتها من شعرها بحرقة عل ابنتها تفهم أن لا خير منها ولا خير من ذاك الرجل لكن بيلا استمرت بالبكاء تنادي باسم ماتيو.


"افهمي المرأة لا تريدك حول ابنها! هي لا تريدك لابنها وابنها نفسه لا يريدك!" 


"لا! انت لا تعرفينه فلا تحكمي عليه" 


"أنا لا اعرفه؟!" نزعت والدتها نعلها وضربت ابنتها من حيث يؤلمها "كيف لا أعرفه وأنا من كنت اشطف مؤخرته الملوثة بالغائط!"


"بيلا لا تغضبيني، اقسم انك طفلة جاهلة لا فهم لك! لو كان ذلك الملعون يريدك لتجرأ على تقبيلك، سبع سنوات كاملة وانتما تختليان ببعضكما وتتجولان في مدرسة لا يوجد بها أحد من خلق الرب سواكما وحضرتك لم تعودي إلي في يوم قائلة أنه امسك بيدك أو قبلك!" 


مسحت بيلا على جبينها ثم غطت عيناها التي لا تكف عن ذرف الدموع وهزت رأسها تبحث عن عذر له "إنه رجل عفيف لا يريد ان يخيفني او يجبرني على ما لا أريد" 


"اقسم لك لو انك حصلتي على الفرصة وتزوجت منه، فحتى لو اغلقنا الباب عليكما هو لن يلمس شعره منك" 


"ما شأن هذا القرف بالحب؟!" 


"ألا أقول لك أنك مجرد جاهلة لا فهم لكِ؟! إن ماتيو ليس بالرجل السوي، ولن يكون بالنسبة لك سوى خيبة أمل. ثم هل تريدين الاقتران به ويوجد خلف ظهره أم مختلة كتلك؟! إن ابنها لعبة في يدها وهو لا قرار له، انها مهوسة به وقد تجاوزت حب الأمومة!"


"لا أريد سماع اتهاماتك الباطلة عنه وعن والدته!" 


"أي اتهامات باطلة؟! بيلا بدأت اشك بعقلك انتِ! كيف لك أن تستمري بحب رجل لازالت امه من تحممه!" 


"إنها تحبه وهو عطوف عليها لا يكسر لها كلمة!"


تنهدت والدتها بقلة حيلة فلو استمرت بالصياح عليها حتى صباح الغد ستستمر ابنتها ذات العقل الضئيل بابتداع حجج لتحمي بها ذلك الطفل المدعو بماتيو.


"بيلا ألا تظنين أن سبب عدم زواجك الى هذا الوقت لربما يكون انتِ؟ أعني .. " باعدت والدتها بين يديها حائرة "لا أذكر وقتا لم يدق فيه بابي رجل ويطلب يدكِ، منذ أن كنت صغيرة وغالبية الفتية إن كانو اكبر سنا منك او اصغر فأعينهم عليك وكم مرة امسك آدم بصبي في صغرك كان يتبعك" 


"ابن العمدة نفسه ظل يتوسل مرات عديدة أن تتزوجي منه ولما رفضتيه بغبائك ذهب الشاب وأغرق نفسه في النهر" 


جمعت بيلا ذراعيها ضد صدرها وهزت رأسها نافية لا ترغب بسماع نفس الأسطوانة التي تعرضها والدتها في كل مرة، إذ أنها تذكرها بجميع من لاحقها رغبة في الزواج منها "أي نعم هو أرادني لكني لم أرده ابدا، لقد كان مجرد ولد متعجرف" 


"وهل تظنين أن من على وجه الخليقة تزوجوا عن حب؟ انظري لي ولوالدك، لم نتزوج عن حب لكننا صنعنا أسرة" 


ولت بيلا ظهرها لوالدتها كي تمنع نفسها عن التلفظ بما سيجرح قلب والدتها، فما ضربته لها من مثال هي لن ترغب بعيشه أبدا، فحتى لو كان والدها بطلا في عينها إلا أنها لن ترغب به كزوج، فكيف لها أن تحب رجلا وآخر اسم لفظه قبل وفاته هو اسم زوجته السابقة..


ضرب عنيف أتى وقعه من السقف فوق رأسهما فاستنكر الوضع كلاهما وهذا الصوت لم يبدأ للتو إنما بدأ منذ مدة لكنهما لم يتمكنا من سماعه بسبب صياحهما العالي. 


"ما هذا الصوت في الأعلى؟ أهناك من ينقل الأثاث؟" قطبت الأم حاجبيها لكن الرد أتها من آدم الجالس خلف مكتبه وهو يقول "إنه السير دي كارلو يقوم بالتمارين الرياضية" 


"يا للهول، يا لها من تمارين رياضية عنيفة" تبسمت رغما عنها "أنظري له يا بيلا رجل بعمره يحافظ على صحته بما ينفع، ابن آدم علم بعمره وهو يبلغ السابعة والثلاثين من عمره" قالت والدتها ولم تكن تعلم بشأن ذلك الزبون الجديد، الذي بطح رومان أرضا وقبضتاه حول عنقه يحاول خنقه، فالتقط رومان تماثلا كان قد سقط من الرف وضرب به جانب رأسه مسقطا إياه والدم المتدفق لوث وجنة رومان..


"في الواقع كم أنا سعيدة بتفضل رجل عالي الجودة مثله لنزلنا المتواضع" لمست الأم وجنتها مفكرة ثم وكزت كتف ابنتها وغمزت لها كما لو انها لم تبصق عليها وتشد شعرها قبل قليل "ما رأيك لو كان السير دي كارلو من نصيبك فهو وسيم وشديد اللباقة، أي نعم هو لبق لكن متأكدة أن خلف لسانه المهذب يوجد آخر بذيء قادر على اسعاد قلب امرأة عازب" 


"لا تحاولي معي، فلن يسعد قلبي سوى ماتيو" 


رمقتها والدتها بحقد وفي اللحظة التالية حلقت فردة النعل الثانية لتطير مصيبة بيلا، التي فرت هاربة من المطبخ لتكمل ما تبقى من أعمالها ألا وهو مسح الأرضيات وجمع الأفرشة من غرف النزلاء...


وبينما هي تتسلق السلالم متجهة نحو الطابق الأول نزل رومان من الطابق الثاني ينفض يداه وقبل أن تلمحه بيلا هو ولج لغرفته. 


لم تمر بضع دقائق إلا وبيلا قد قامت بالطرق على الباب فأذن لها بالدخول وهي كعادتها تعجبت من نظافة غرفته التي لا تشوبها شائبة "سير دي كارلو أتيت لتبديل الشراشف" 


"بالطبع، تفضلي آنسة ميرا" قال رومان وكل تركيزه كان منصبا في اعادة ترتيب تماثيل العصافير على الرف في اتجاهها الصحيح إذ كانت مناقيرها تواجه النافذة. قطب حاجبيه حالما رأى اثر دم على منقار احدهم فلعق ابهامه ومسحه قبل أن تلحظ بيلا أمره.  


شعرت بيلا بالغرابة لما سمعته يستعمل اسمها الأول وحملقت به مستغربة فالتفت إليها متسائلا عن سبب توقفها "هل حدث شيء؟" 


"لا لكن فقط لست معتادة على هذا الجزء من اسمي" هزت رأسها والتقطت الشرشف ووجوه الوسادة التي قام بطيها ووضعها بنظام على الكرسي. 


"إنه يعجبني" اخبرها بكل صراحة وهو لم يحتاج لإخفاء شيء فلجم فؤاد بيلا من النظرة التي تحملها عيناه، إذ كان يحدق بها دون خجل أو خوف منها، كله ثقة من أمره وما جعله ملفتا للاهتمام هو الاحمرار الظاهر في بشرته من ممارسته للرياضة. 


اشاحت بيلا بصرها عنه وفردت الشرشف الجديد فوق السرير تحت مراقبة رومان لها الذي لاحظ تأكدها من المسح عليه بيدها فلا تظهر أي تجاعيد في القماش. 


"آنسة ميرا كنت أود سؤالك عن أي شيء ترفيهي متواجد في هذا النزل، كالتنس مثلا؟" 


"التنس؟" فكرت بيلا لبرهة ثم قالت "إن كنت ترغب بلعب التنس فمن الممكن أن أوفره لك لكن لعبه يحتاج لشخصين فمع من ستلعب؟" 


"معكِ انتِ بالطبع" جلس رومان على كرسي الأريكة وألقى ساقا فوق الأخرى ولما رأى الارتباك باديا عليها اكمل جملته فلا تبدوا فضة بالنسبة لها "سأحب لو تكونِ شريكتي باللعب إن امكن" 


"حسنا" 

"هذا رائع، متى سيمكننا اللعب؟" 

"سأرى متى يمكنني توفيره وسأبلغك بالموعد"

"متى ستقومين بإبلاغي؟" 


تبسمت بيلا رغما عنها لما رأت ابتسامته تعلو شفتيه "سأحاول ذلك في الغد، يكفي أم تريد المزيد من التفاصيل؟"


"لستُ امانع" 


أومئت بيلا مبتسمة ولأول مرة هي احست بالخجل منه فأخفضت بصرها واستأذنته أن تخرج لكن وقبل مغادرتها استوقفها رومان بسؤاله.


"آنسة ميرا، آمل أن أرى كرشة الخروف في طبق العشاء الليلة" 

"ماذا؟ آه بالطبع" 


ختمت بيلا حديثها واغلقت الباب خلفها ثم صعدت للطابق الثاني ودقت الباب على النزيل الجديد إلا أنها لاحظت وجود بطاقة عدم الازعاج فرجحت أنه نائم وهي لن ترغب أبدا بإزعاجه.


في اليوم التالي خرجت بيلا لتأدية واجب زيارة صديقتها وبالمرة تطلب منها مضارب التنس وهناك بينما كانت تحتسي فنجان شاي مع صديقتها، التي عاقبت ابناءها بجعلهم يجزون عشب الحديقة، دخل عليهم السيد زوجها بتعب وألقى على المائدة حقيبته وظرفا أبيضا تفوح منه رائحة عطر نسائي. 


اتسعت عينا زوجته وكادت أن تلحق بزوجها كي تعنفه فيتعفف، ظنا منها أنه يخونها لكن بيلا استوقفتها قائلة "انتظري عندك ولا تجعلي من ابناءك يتامى، إنها دعوة لحفل زفاف" 


"حفلة زفاف؟ من المخبولة هذه التي سترتدي كفنها بنفسها؟" 


مزقت بيلا الظرف لتقرا بطاقة الدعوة وحالما وقعت عينها على اسم الزوج المستقبلي وقع فنجان الشاي من يدها فانكسر وتطايرت شظاياه على الأرض التي مُسحت هذا الصباح...






عن الكاتب

إليناز كاتبة سابقة في تطبيق الواتباد و لي من الاعمال الكثير اشهرها الجميلة و الوحش في الشقة المجاورة, القرية خلف سكة الحديد و روميو و الوحوش في السرداب كذلك قصص سابقة مثل الغراب و الرداء الاحمر

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

illynaz