الفصل الأول
كان يا ما كان وفي سابق العصر والأوان، بعيدا عن العيان وفي غابة كان يهابها اشد الفرسان: إذ كانت غابة لا تشبه أي غابة قط فأشجارها مرعبة للكيان و وحوشها ذات المخالب كالرماح، لا تبقي زوارها على قيد الحياة وإن كان هناك شجاع تمكن من قهر الوحوش وتمهيد الطريق فلن يلاقي إلا الضياع فمسيرة اليوم والليلة فيها يعادل مسيرة الشهر وكثير من شاخ فيها وفقد صوابه في متاهاتها.
لكن ما جعلها مطمعا ومقصدا تُشد اليه الرِحال هي بيوت الشِّعر التي نضمها رجلٌ ظفر برؤية كنز تلك الغابة، حتى ظنه الكثير ضربا من الجنون فبات هو وكنزه قصة تُحكى للصِبيان.
وكنزُه كنزُ الكنوز كان قصراً يَتجلى فوق السَّحاب بتجلي البدر، له تسعة أبراج حمراء ذات قٌببٍ من ذهب، جُدرانُه كانت من الرُخام وجناته من وردٍ نفيس، لكن قليلاً من المُلوك و النبلاء من كان له جرأة تقفي حقيقة تلك القصة و احدهم كان سيد ذلك الفارس، الذي يختبأ جزعا داخل فجوة في شجرة مُسنة، ينتظر صاحبه الذي صعد الى القصر في الأعلى بحثا عن ذلك الكنز بأمر من الملك.
زحَف الفارسُ المزعوم داخِل نفقٍ مظلمٍ نحو الضوء في الأفق ولما وصل وجد نفسهُ محتجزا خلف قُضبانٍ حديديةٍ تفصله عن جِنان القصر.
"إذا تلك الأسطورة كانت حقيقة!" قال مُتعجباً وبحث عن سبيل للخروج، وجد قُفلاً فمد يده وفتح لِنفسه البوابة دون ان يلحظ هياكل مَن اتوا قبله ولقوا حتفهم.
أذِنَ الفارسُ لنفسه بالتجول داخل الحديقة ودس يده القذرة في مياه النافورة التي كانت تُصب من جرةِ امرأة جميلة الهيئة وحولها تِسعة من البنين. ارتشف المياه التي تعجب من مذاقها ومهما شرب لم يكتفي، ثم لاحظ ورود الحديقة تلمعُ كالزجاج تحت نور البدر ولما اقترب منها ولمسها وجد انها ازهار من ياقوت وزمرد سلبته قدرته على التفكير السَّوي.
"ان هذا هو الكنز بالتأكيد! عينان من زمرد وشفتان من ياقوت، تُثقِل جَيب من ظَفر بها وتذيب قلب رجل من حجر.. إن هذا هو الكنز بالتأكيد فما يملئُ الجيب ويذيب القلب سوى الجواهر النفيسة!"
ردد الاسطورة وقطف الفارس وروداً من الياقوت والزمرد دون اكتفاء ثم سمح لنفسه بالذهاب الى ركن اخر وفي طريقه لمح ما يلمع داخل النافورة دون ان يشعر بالظل الذي امتد من خلفه. استخرج يده من الماء فإذا به يجدها محملة بالألماس وغنى فرحا يستخرج المزيد ولما لم يجد ما يكفيه من الجِيوب دسَّ حفنةً الألماس الأخيرة في فمه لكن الظل المهول الذي ابتلعه وابتلع الحديقة بث الرعب في صدره وعن طريق الخطأ فرت ماسة الى بلعومه.
وقع الفارسُ في نوبةٍ من السُّعال وذلك الظل لم يعد فردا بل ظهر مثله ثمانية وقرون شيطانية امتدت من رؤوسهم، اهتز بدن الفارس جزعا من النظر خلفه لكن انفاسهم الساخنة التي لفحته ورائحة الجِيف التي اخترقت انفه اعلمته أن الموت يبتعد عنه مسافة بِضع خطوات.
لم تضيع قدما الفارس الوقت وفر هاربا كما لم يفعل قط وخلال ركضه نحو النفق، تساقطت الجواهر من جيوبه كقطرات المطر لكنه عزم على حفظ ما في داخل فمه من ألماس ثم قفز الى النفق وكاد يفِرُ لكن جيوبه الفارغة ذكرته بما فقده من جواهر.. حملق الفارس بالوحوش المهولة، السوداء التي تعدى طولها ابراج القصر وقُببها ثم بكنزه الذي جمعه، هكذا تدنت قيمة روحه امام الجواهر واوحى لنفسه قدرته على جمع كفايته ثم الهرب، لذا عاد ادراجه يستعجل بجمع كنزه لكن النيران التي خرجت من افواههم التهمته قبل ان يرف له جفن.
هزت زمجرتهم سكون الغابة دافعة الطيور لتهاجر من اعشاشها فزِعةً كذلك حِصاني الفارسين اللذان تركا سيدهما ورحلا.
"ايها الحصان عد الى هنا!" خرج الفارس من مخبأه وعزِم على اللحاق بحصانهِ لكن وحوش الغابة كانوا أسرع منه إذ فقد حياته قبل ان يدرك ذلك.
تناثر التراب من تحت حوافِر الحصانين لأيام عائدين الى الديار، مجتازين سهولا و وديانا نحو سيدهم الذي ينتظرهم في العاصمة حيث الحُصون المنيعة شُيدت، ليس لحماية أهلها فأهلها كانوا جياعا اهلكتهم الضرائب وعشعش على رؤوسهم القملُ بل لحماية ملكِ قصورها وسيدها الذي اخفى خزائنه وأقفل عليها بمفتاح لا يقدر على حمله إلا عُصبة من الرِجال الأشداء.
إن سُئِل عن حال مالك الأرض لسُمع عنه ألقابا كثيرة، منها الطماع ومنها الخسيس لكن أقربها وصفا لحاله واكثرها صِحة كان جامع الكنوز، فقد كان له حب شديد لجمع كل ما هو ثمين ونادر. وإن حصل و وجد منها قطعة اخرى امر بإبادتها حتى يتحقق قولُ أن لا مثيل لها. كذلك كان له لقبٌ كحفار الذهب، ولهذا اللقب قصة توقع سامعها في حيرة من أمره فقد كان هناك دوق يمتلك مزهرية نفيسة نهبها من بلاد الشرق لم يُرها ولم يحِكِ عنها لأحد وإذا قصد داره زوار أخفى المزهرية في حُجرةٍ سرية خلف مكتبة غرفته.
في يوم فتح الدُوق باب داره يتساءل عن هوية ضيفه الغير منتظر فإذا به يرى الملك على عرشه يحمله سِتة رجال وبإشارة من اصبعه الذي فيه أربع خواتم من ذهب ولج الفرسان الى منزل الدوق وقلبوه رأسا على عقب حتى وصل الحال بالدوق أن ندم على اخفاء المزهرية بل تمنى لو وضعها امام اعينهم فلا يعيثوا الخراب ببيته بحثا عنها.
وللملِك الكثير من الطرائف الدموية، لكن أشدها بشاعة هو ما قرر فعله وامر فرسانه به هذا الصباح، فلقد استيقظ نشيطا نية تجريب السِّهام التي اهديت اليه في عيد مولده السابع والسبعين ولتجربة كفاءتها امر بجر خدم جناحه الى الحديقة ورسم ارقاماً على صُدورهم وظُهورهم.
تجمع الخدم لا يدرون أ يشعرون بالخوف ام بالخزي ولم يستنكفوا من تقبيل ايدي الفرسان لترك ملابسهم الداخلية لهم وعدم اجبارهم على نزعها فالجو باردٍ رُغم قدوم الربيع على ألحان طائر الوقواق.
"اجلبوا لي سهامي وقوسي النفيس!"
قفز الوزير الأول من مكانه فزعا وركض مُسرعا يمد اليه القوس والسهم الذهبي؛ تفضل قوسك وسهامك يا صاحب النظر الثاقب يا مولاي.
اخذهم الملكُ و الذي كان معروفا باسم القيصر ثم ضرب على ذراع عرشه امرا خدمه بأن ينزلوه ارضا، جمع ردائهُ الأصفر ونظمه بعناية فوق قفطانه ثم حيا وزرائه وضيوف قصره.
"يحيا القيصر!" هتفوا باسمه محين ومن النساء من لوحن وعيونهن مفتونة بثروته اكثر من وسامته التي بلا عليها الزمن.
"اني اسمع عظامكم ترتجف من مكاني، ما بِكم خائفون أم انكم لا تثقون بمقدرتي على الرماية؟" ضحك القيصر على خدمه ثم اشار للوزير بعقد عُصابة على عينيه من الحرير، فما المثير بإطلاق السهام على الخدم بعينين مبصرة؟
وضع القيصر سهمه في موضعه مجاورا للقوس ومرة واحدة سحبه الى الخلف، هم بإطلاق السهم وضيوفه يشاهدون مستمتعين في حين ان الخدم انتشروا خوفا من الموت لكن متعة الجميع تحولت الى نقمة لما تغير اتجاه قوس الملك الى اليمين حيث يقف ضيوفه.
"سيدي.." لم يتمكن الوزير من إنهاء جملته فالسهم الذي مر من امامه دفعه لتغطية انفه الكبير قبل ان يصاب بسهم من سهام القيصر.
فزع الضيوف و تدافعوا هربا من السهم الذي اخذ قبعة سيدة معه و رحل ثم السهم الذي يليه قد جاء موفقا في ما بين ساقي وزير المالية و الذي صرخ صرخة جابه بها حناجر النساء.
تدافع الضيوف والوزراء كذلك الحراس فيما بينهم خوفا من القيصر ومائدة الطعام افسدت إذ ارتمى الدوق على المائدة ثم تدحرج اسفلها ليجد الكونتيسة كذلك تختبأ تحتها، كاد ان يتحدث متغزلا بجمالها لكن سهما طائشا مر بين انفهما.
سهم طائش هنا و سهم آخر هناك و القيصر كان يلتف حول ذاته و يطلقها على كل من يتحرك ظنا منهم انهم الخدم؛ امسكتُ بك!
انطلق السهم مصيبا الشجرة التي اختبأ خلفها أحد الوزراء بينما الوزير الأول تحت عباءة القيصر اختبأ، متمسكا بساقيه الهرمة المشعرة "يا جلالة القيصر ارجوك توقف اننا لا نقدر امام مهارتك الفذة في التصويب" قبل ساقه ثلاث مرات يترجاه لكن قدم القيصر ركلته ليبتعد ولا يقاطع لعبته.
"ابتعد عني ولا تقاطعني! ا تريد ان يمضي القيصر يومه عكر المزاج لعدم تجريب سهامه الذهبية؟!"
شعر القيصر بالضيق ثم سمح لنفسه بالغش أن رفع العصابة عن عينه اليمنى بحثا عن خادم ولما وجد خادما يجري وعلى ظهره الرقم خمسون، سال لعابه من جمال الرقم وعاود إنزال العصابة كي يصيب الخادم لكن القيصر من شدة ذكائه الفذ، التفت خلفه نحو ذلك الصوت الذي يأن من الألم واطلق سهمه.
اقتلع الدوق السهم من مكان وزير المالية الحساس الذي لم يرى الشمس ليأتي الآخر ويصيب ما بين فردتي مؤخرته مستهدفا الحفرة بنجاح.
"هل اصبته؟"
رفع القيصر العصابة عن عينه واستدار الى وزير المالية الذي بات عقيما بكل معنى الكلمة وتعجب من منظر الدماء؛ ما بكَ تصرخ كالنساء؟ ثم أين ول الجميع ما بي لا أرى احدا؟
خرج الوزير الأول من بين ساقي القيصر زحفا على ركبتيه ثم قال بكل فخر وتعظيم؛ يا سيدي إن سهامك كانت بارقة مارقة، تثقب الريح ومن سرعتها تقدح فتظهر الشرر اما نحن فمن قوتكِ سيدي ومهارتك احسسنا بالذل والدنيوية فابتعدنا عن طريقك وخجلنا من انفسنا.
"بالطبع ستشعرون بذلك، الآن اخبروني بالنقاط التي جمعتها قبل ان افصل رأسك وألقيه للكلاب فهو لا يستحق ان يعلق على بوابة قصري"
اشار الوزير لاحد الخدم بان يستعجل ويعطيه الرقم فرفع الخادم يديه بإشارة صفر كبيرة، فرك الوزير يديه ثم انحنى مبجلا للقيصر وقال رقما لو جمعوا ارقام الخدم جميعا ما حصل عليه "لقد احرزت يا سيدي مئة ألف نقطة!" اشار الوزير بيديه للجميع كي يصفقوا للقيصر وبالفعل خرج الجميع من اماكنهم يصفقون للقيصر ولمهارته التي لا يعلا عليها في التصويب، حتى وزير المالية تم صفعه على وجهه ليجمع شتات نفسه ويصفق فالقيصر اهم وأولى من العُقم الذي اصابه مدى الحياة.
"يا سيدي إن حضرتكَ موهوب حقا!"
"لم ارى احدا بمقدرة حضرتك تلك!"
"لقد اصبت يا سيدي ثلاث خدم بسهم واحد!"
"بل اني رأيتهم ستة!"
"انك تقصد عشرة ايها الجنرال!"
"يحيا القيصر!" هتف وزير المالية قبل ان يُغشى عليه ويتم جره هو والسهم الذي اخترق مؤخرته قبل ان يراه القيصر ويغضب لدخول هديته في مكان قذر كهذا.
"سيدي القيصر! سيدي القيصر!" ركض احد الحراس مستعجلا الى القيصر وقبل ان يقاطعه الوزير بانهم يحتفلون به همس في اذنه اسم من يريد لقائه لتتبدل تعابير القيصر ويحل التهكم وجهه.
فتح الخدم كل باب اعترضت طريق القيصر، الذي كان يسير مستعجلا والغضب يسيطر عليه، يداه كانت مجتمعة في قبضة خلف ظهره وخطواته كانت باطشة وحالما وقع بصره على القائد بيتروف صاح بغير رضى؛ ماذا تعني بأن الأحصنة عادت دون الفرسان؟! كيف لك ان تسمح بفشل مهمة أخرى؟!
"جلالة القيصر، اني اقدر حزنكم على فرسانكم الذين ذهبوا و لم يعودا.."
قاطع القيصر القائد بيتروف بضرب عامدة قصره وتقدم نحو القائد "إني لا اهتم بالذين لقوا حتفهم بل إني مهتم بذلك الكنز الذي يطير فوق السُّحب هاربا مني وأنا فقط اسمع عنه مكتوف اليدين!"
"سيدي ان الفرسان لم يعد لهم نية بالذهاب، سموك تعلمون عن الغابة ومشقة الطريق اليها فما بالكم بالوحوش داخلها، سيدي لم يتبقى لنا ما يكفي لحراسة المدينة"
اتسعت عينا القيصر وجر القائد من لحيته الشقراء وقليل من البصاق هرب من فمه من شدة غضبه؛ هل تعاتبني على قلة كفاءتك على تدريب الفرسان؟! ستجد المزيد من الجنود وسترسلهم الى ذلك القصر وسأستمر في ارسال بعثات بحث عن الكنز حتى اخر رجل في هذه المملكة!
افلته بعد ان احس في الم في صدره ولما لاحظ الوزير تعبه اعانه على الجلوس على عرشه واراحة رأسه يجمع شتات نفسه. حدق الوزير بالفرسان الذين لم يكونوا راضين ابدا ثم بالقيصر القادر على احراق الارض بهم، فحتى لو كانوا رافضين فسيجد القيصر من يعده بالذهب مقابل حرقهم، لذلك نزل الوزير جاثيا على ركبتيه جانبه وبكلا يديه تمسك بذراع العرش؛ سيدي المبجل ما بكَ غاضب هكذا؟
"هل انت اصم؟! الم تسمع بالتفاهات التي تفوه بها؟! إن اقل ما قد افعله بك هو القائك في ماء مغلي حتى الموت!
"بل سمعت يا سيدي وانا الآخر لست سعيدا لعدم حصولك على الكنز فجلالتك تعرف ان سعادتي من سعادتكِ، كذلك يا سيدي ان لي فكرة فسترضي حضرتك و تريحك"
"قلها اذا قبل ان امر باقتلاع لسانك"
تجرع الوزير حلقه و التف لسانه الى بلعومه خائفا لكنه جمع شتات نفسه وقال؛ بما ان الطريق محفوف بالمخاطر فلما لا نرسل السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد عوضا عن الفرسان؟
اراد القيصر السخرية من الفكرة لكنه اعاد التفكير حتى عادت اليه صحته "وجدتها! سوف ارسل السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد عوضا عن الفرسان، على الأقل سيفعلون شيئا مفيدا غير استهلاك الميزانية!" اخبرهم كما لو انها فكرته وبالطبع هو لن يعترف بسرقته فكرة وزيره.
"اجل يا مولاي انها فكرة رائعة حقا!"
اشار الوزير لهم بالتصفيق للقيصر لكن القيصر توقف عن سعادته وقال "ما الذي يضمن لي انهم لن يتصرفوا من مؤخرتهم لاحقا؟"
"يمكنك الاعتماد علي في ذلك سيدي والان لنرى من سنرسل الى تلك المهمة"
تساءل القيصر "يا تُرى من سنرسل؟"
تدخل القائد بيتروف بعد ان راقت له الفكرة "نحتاج أبلها لا يُناقش، إذا قلت له شمالا فسيقول شمال، لكن يا تُرى من سنرسل؟"
سار الوزير ذهابا و إيابا و هو يفكر "مطيعا اجل ونريده محظوظا لا يسقط في الحفرة اسفل قدمه لكن يا تُرى من سنرسل؟"
وقع الملك في حيرة ليكمل "نحتاج رجلا يشم رائحة الكنوز ولو كانت في اقصى الأرض لكن من سنرسل؟"
التفت الثلاثة يحدقون ببعضهم البعض وابتسامة عوجاء ارتسمت على وجوههم فهم يعرفون تماما من سيرسلون ليجلب لهم ذلك الكنز وهكذا اعطى القيصر امره وذهب القائد بيتروف برفقته الوزير وخمسة من جنوده الى السجن اسفل الارض.
حيث نزلوا السلالم الحجرية وفي الجدران وُجِدت بوابات حديدية تحبس خلفها السجناء وفي كل مرة توقفوا عند زنزانة يقربون نار المشعل ليروا من في داخلها حتى وصلوا اخيرا الى الزنزانة المقصودة ولما رفع الجندي المشعل وادير المفتاح في القفل تحدث الوزير قائلا.
"مرحبا إيفان، لقد مر وقتٌ طويل"
.png)


اترك تعليقا اذا اعجبتك القصة